هدنة إنسانية.. إسرائيل لا تتفاوض إلا بعد وصول خسائرها لمستوى لا يمكن تحمله
سامح عسكر – وما يسطرون|
إسرائيل لا تتفاوض إلا بعد وصول خسائرها لمستوى لا يمكن تحمله، فهذه الهدنة كما هي فرصة لالتقاط المقاومة أنفاسها، هي فرصة لإسرائيل أيضا لالتقاط أنفاسها ووقف نزيف الجنود في غزة والشمال..ووقف حراك الرأي العام الدولي ضدها.
هي فرصة لنتنياهو كي يفلت من مقصلة أهالي الأسرى، وتربص المعارضة، ونزيف الاقتصاد، فرصة أيضا لأهلنا في القطاع بالتزوّد من الطعام والشراب والوقود والدواء والماء، وفرصة أيضا للمُحللين والكتاب بإعادة النظر في آرائهم..
فمن كان يُراهن على انتصار صهيوني وقضاء تام على المقاومة عليه أن يراجع نفسه، وينظر للمعركة بعيون مختلفة، فهذه المعارك ليست حاسمة والفوز فيها يأتي دائما بالنقاط.
ومن كان يرى أن العالم سيقبل مجازر إسرائيل مثلما قبلها في السابق عليه أن يراجع نفسه أيضا، وقريبا سترون قادة الكيان في الأقفاص وربما تَفرض عليه عقوبات وحصار إذا لم يجنح للسلام ويستجيب لمفاوضات الحل النهائي..
هذه ليست مجرد أمنيات..هذه وقائع.. موازين القوى تغيرت، والعالم حاليا أصبح متعدد الأقطاب، وداعمين إسرائيل يمرون بمشاكل هيكلية وثقافية وسياسية واقتصادية وعسكرية، إنهم يمرون بأزمة حضارية جعلت من الغرب (عبرة) وليس (قدوة) واستقوائه على الضعفاء لم يمر ولن يعد يمر كما في السابق..
أما الصهاينة العرب فيكفيكم بؤسا أن مُحبين غزة صاروا بالمليارات حول العالم، والمؤمنين بالحق الفلسطيني والساعين لاسترداده صاروا أقوى مما مضى..وارتفعت أصوات من يقولون التنديد لا يكفي، فالوعي الذي أطلق هذا الشعار هو نفس الوعي الذي يُسقطكم كأحد مظاهر الانحطاط الحضاري، والسقطات العفوية بالتاريخ..