رصد ردود الأفعال والمواقف العربية الرسمية بعد خطوة الجيش اليمني بالسيطرة على سفينة إسرائيلية
خاص – المساء برس|
بعد توسيع انخراط الجيش اليمني في الدفاع عن قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان غاشم من الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي وغربي، وبعد تهديدات أطلقها الجيش اليمني أنّه لن يكتفي بإطلاق الصواريخ والمسيرات باتجاه الكيان الغاصب بل سوف يستهدف أي سفينة يمتلكها أو تخدم الكيان الصهيوني في البحر الأحمر، نفّذت القوات البحرية عملية استيلاء على سفينة يملكها تاجر أعمال صهيوني مسجلة في كيان الاحتلال وتمّ اقتيادها إلى شواطيء اليمن، أمس الأحد.
هذه العملية التي تحدث لأول مرة منذ نشأة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني للأراضي الفلسطينية، أحدثت بلبلة كبيرة على مستوى العالم، لدرجة أن محللين غربيين أكدوا أن ما قام به الجيش اليمني مؤخراً طغى على كل وسائل الإعلام الغربية وكاد اهتمام الإعلام الغربي بهذا الحدث يفوق تغطيتها لتطورات الأحداث العسكرية في قطاع غزة.
في هذا السياق يرصد “المساء برس” أبرز المواقف الصادرة على المستوى الدولي والإقليمي:
بالنسبة للموقف الرسمي لصنعاء فقد تمثل بما أكده الناطق باسم حركة أنصار الله، محمد عبدالسلام، والذي قال “تضامناً مع شعبنا الفلسطيني المظلوم وإسنادًا للمقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة، نؤكد أن احتجاز السفينة الإسرائيلية خطوة عمليةٌ تثبت جدية القوات المسلحة اليمنية في خوض معركة البحر مهما بلغت أثمانها وأكلافها”.
وشدد عبدالسلام أنّ أي حرص على عدم اتساع الصراع يكون بوقف العدوان الإسرائيلي عن قطاع غزة، لافتاً بأن عملية الأمس هي البداية، مضيفاً بالقول: “يجب على العالم أن يدرك أن جرائم العدو الإسرائيلي في غزة تجاوزت كل حد وانتهكت كل مقدس”.
ونوه ناطق أنصار الله، بأنه: “واجب كل حر في هذا العالم أن يتحرك بما يستطيع لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة”، مؤكداً أن بيانات التنديد والاستنكار لا تجدي في عالم لا يفهم إلا لغة القوة.
الإعلام الأمريكي كان أول من سارع لكشف انتماء السفينة وحقيقة تبعيتها للكيان الإسرائيلي، حيث كشف مسؤولون أميركيون أن “مسلحين يعتقد أنهم من الحوثيين استخدموا طائرة مروحية في غارة للاستيلاء على سفينة شحن في جنوب البحر الأحمر”.
وبحسب موقع قناة NBC NEWS الأمريكية، فإنّ مسؤولين (أمريكيين) ثلاثة أوضحوا أنّ طائرة هيلكوبتر حلقت فوق سفينة “غالاكسي ليدر”، وقالت القناة إن السفينة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، وترفع علم جزر الباهاما، في حوالي الساعة الواحدة ظهرًا بالتوقيت المحلي، وهبط عدد من المسلحين على سطحها.
وقالت عمليات التجارة البحرية التابعة للجيش البريطاني في المملكة المتحدة، والتي تقدم تحذيرات للبحارة في الخليج العربي والمنطقة الأوسع، إن عملية السيطرة على السفينة حدثت على بعد حوالي 150 كيلومترًا (90 ميلًا) من السواحل اليمنية.
الموقف الرسمي لدول الإقليم
كان لافتًا امتناع بعض الدول عن إبداء أي رد فعل تجاه ما حصل من احتجاز السفينة، كمصر والسعودية، وهو الموقف الصامت ذاته من التهديدات اليمنية التي سبقت هذا الفعل، على خلفية الحرج الذي سوف يسببه إعلان أي موقف من مبادرة الشعب اليمني لمناصرة غزة أمام الشعوب العربية من جهة، وأمام كيان الاحتلال الصهيوني حيث تسعى بعض الدول إلى إقامة علاقات وثيقة معه ـ مثل السعودية ـ دون أن يدفعها ذلك إلى المزيد من التورط في صراعات مع اليمن (وهي فعلاً متورطة في التصدي لبعض الصواريخ اليمنية قبل وصولها إلى الكيان الإسرائيلي وضرب إيلات) وذلك من خلال سماحها لأجهزة الرصد والتعقب المنصوبة داخل أراضيها من رصد الصواريخ والمسيرات اليمنية.
الصمت الإقليمي انسحب أيضاً على الأدوات اليمنية التابعة للسعودية والإمارات أو ما تسمى (الحكومة الشرعية المنفية خارج البلاد منذ 2015)، حيث التقى رشاد العليمي رئيس المجلس القيادي الرئاسي الذي شكلته السعودية مطلع أبريل 2022، بسفيري مصر والإمارات اليوم الإثنين، كما التقى وزير خارجية حكومة التحالف السعودي المقيم في الرياض بالسفير الياباني دون أن يصدر أي موقف رسمي بخصوص السفينة.
أما التعليق على العملية بالإدانة فقد جاء من مستشاري وبعض مسؤولي حكومة التحالف السعودي والمجلس القيادي الرئاسي، فعلى سبيل المثال سفير حكومة التحالف لدى بريطانيا ياسين سعيد نعمان الذي سارع للتشكيك بالعملية وبأهدافها واعتبرها قرصنة على الملاحة البحرية، في حين انقسم مستشاري رشاد العليمي بين مؤيد للعملية ورافض لها متبنياً الرواية الإسرائيلية ومردداً نفس النغمة السابقة التي تقلل من حجم العملية وتشكك في نوايا صنعاء والشعب اليمني وإعادة ترديد اسطوانة “التبعية لإيران واستغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب شخصية”