ما مصير السفينة الإسرائيلية وطاقمها إذا ما توقف العدوان على قطاع غزة؟
خاص – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
استبشر الشارع العربي من أدنى المشرق إلى أقصى المغرب، بالإعلان الذي أثلج اليوم صدر المواطن العربي المتعطش لأي انتصار أو صفعة من دولة عربية للكيان الإسرائيلي على مدى العقود الماضية، إلى أن جاء اليمنيون وأعلنوها صراحة ولم يضربوا أي حساب لتهديدات الغرب على رأسه الولايات المتحدة الأمريكية التي أرسلت بتهديداتها بشكل مباشر إلى صنعاء عبر وسيط عماني، فكان اليمن أول دولة بادرت لكسر حاجز الخوف العربي لتثبت لأمة المليار أن أمريكا ومن معها ليسوا سوى (نمر من ورق).
دخلت صنعاء وأعلنت بشكل رسمي الحرب على الكيان الإسرائيلي دعماً ومساندة للمقاومة الفلسطينية وأكدت أنها لن توقف قصف الكيان الإسرائيلي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة بعيدة المدى إلا إذا توقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وأي منطقة فلسطينية أخرى.
حاول الإسرائيليون التقليل من شأن الهجمات اليمنية بطلب أمريكي مباشر، وذلك تجنباً للإحراج وخوفاً من توسع نطاق المعركة وهروباً من أن يضع الأمريكي أو الإسرائيلي نفسه أمام تساؤل (لماذا لم تتمكنوا من الرد على الضربات التي تلقيتموها من اليمن؟ هل هو اعتراف بقوة صنعاء فعلاً واعتراف بضعفكم في المواجهة؟)، لهذا صدرت الأوامر من البيت الأبيض إلى نتنياهو بعدم نشر أي شيء عن الهجمات من اليمن ومنع انتشار أي صور أو فيديوهات لما تفعله الطائرات المسيرة في جنوب فلسطين المحتلة وتحديداً في منطقة أم الرشراش – إيلات، ويكفي اليمنيين أنهم جعلوا الكيان يعترف بأنه لم يتمكن من إسقاط الباليستيات اليمنية الصنع بعيدة المدى إلا باستخدام آخر ما توصل إليه الكيان من منظومة دفاع صاروخي (آرو حيتس) أو ما تسمى منظومة السهم بجيلها الثالث والأخير في سابقة لم تحدث في تاريخ الكيان منذ احتلاله أراضي فلسطين المحتلة.
أما اليوم وأمام حدث مجلجل لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، تقدم دولة بشكل رسمي على الاستيلاء على سفينة إسرائيلية، وأمام حدث أعظم أيضاً وهو الإعلان للمرة الثانية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي بمنع عبور السفن الإسرائيلية من الممر الملاحي الأهم للكيان وذلك بعد 5 عقود من فعل الشيء ذاته في حرب 73م، أمام هذه التطورات، فلم يعد أمام الكيان بل والعالم كله بما في ذلك المجتمع الغربي المتحالف والداعم والمساند بشكل كامل للكيان الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، سوى الاعتراف بهذا الحدث بل والإجابة على ملايين الأسئلة التي تواجه اليوم الكيان وتواجه الإدارة الأمريكية الداعمة للكيان والمتعهدة بحمايته وحماية قطعه البحرية.
ولعل أبرز سؤال سيطرح نفسه اليوم، هو ماذا سيكون مصير السفينة التي سيطر عليها الجيش اليمني وسط البحر الأحمر ومن على بعد 150 كيلو متر من السواحل اليمنية واقتيادها إلى داخل المياه والسواحل اليمنية، خاصة مصير السفينة فيما لو توقف العدوان على قطاع غزة، وما مصير طاقم السفينة المحتجزين لدى قوات صنعاء والذين أكدت مصادر موثوقة في وقت سابق أن بينهم إسرائيليين يحملون جنسيات مزدوجة على عكس ما ذهب الكيان لادعائه من أن الطاقم ليس من بينهم أي إسرائيلي ليتراجع فيما بعد ويقول على لسان مكتب نتنياهو إن ما حدث هو اعتداء صارخ على المواطنين الإسرائيليين.
بالتأكيد فإن القيادة اليمنية التي لم تقدم على هذا العمل إلا من أجل توجيه ضربة قوية للكيان الإسرائيلي والضغط عليه بقوة لينسحب من قطاع غزة ويوقف عدوانه، وبالتالي فإن المحور فيما حدث هو القضية الفلسطينية، وبالتالي فإن مصير السفينة سيكون مربوطاً بما سيتم الاتفاق عليه خلال المفاوضات بين الكيان الإسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينية، وسيضع الجيش اليمني السفينة الإسرائيلية على طاولة المفاوضات تحت تصرف المقاومة الفلسطينية والتي تحسن وضعها التفاوضي اليوم بشكل كبير جداً بعد هذه الخطوة الجريئة والشجاعة والجبارة التي أقدم عليها اليمن فداءً ونصرة للشعب الفلسطيني ومساندة للمقاومة الفلسطينية الصامدة في قطاع غزة، حسب ما يراه مراقبون.
أما بالنسبة لطاقم السفينة، فالمتوقع أنه بالنسبة للإسرائيليين حتى وإن كانوا يحملون جنسيات أخرى إلى جانب جنسيتهم الإسرائيلية فإنهم وبلا شك سيعتبرون أسرى وسيضافون لقائمة الأسرى الذين ستفاوض عليهم المقاومة الفلسطينية أمام العدو الإسرائيلي، في حين من المتوقع أن تقوم الدول التي لديها رعايا من طاقم السفينة من غير الإسرائيليين بالتفاوض مع صنعاء كلاً على حده من أجل إطلاق مواطنيها ولو بمقابل صفقات لصالح صنعاء سواء معلنة أو غير معلنة.