تطورات الملف اليمني.. تحركات سعودية وأمريكية لتحييد اليمن عن طوفان الأقصى مقابل التقدم في المفاوضات
خاص – المساء برس|
شهد الملف اليمني جموداً خلال الفترة الماضية، مع انشغال المنطقة بأكملها بالحرب في فلسطين المحتلة والعدوان الإسرائيلي الذي شنه كيان الاحتلال على قطاع غزة منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023.
ومع دخول اليمن على خط المعركة جنباً إلى جنب مع المقاومة الفلسطينية وإعلان الحرب على الكيان الإسرائيلي رسمياً، يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تحييد اليمن بشكل أو بآخر، فبعد أن فشلت تهديدات واشنطن الموجهة لقيادة صنعاء بعدم تدخلها في ما يحدث في فلسطين المحتلة ورمي صنعاء لهذه التهديدات عرض الحائط، لجأت واشنطن لاستخدام أسلوب الترغيب أمام صنعاء علّها بهذه الطريقة ستعمل على تحييد صنعاء عن معركة طوفان الأقصى.
ودفعت واشنطن مؤخراً بمبعوثها إلى اليمن، تيم ليندركينغ لزيارة المنطقة وبحث استئناف المفاوضات بين صنعاء والتحالف السعودي، وبالمثل أيضاً سيجري المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ لنفس المهمة، وفيما يبدو فإن واشنطن والتي كانت أكبر معرقل للاتفاق بين صنعاء والتحالف وخاصة رفض واشنطن القاطع لبند تسليم مرتبات موظفي الجمهورية اليمنية من عائدات مبيعات النفط الخام اليمني، يبدو أن واشنطن تراجعت وأبدت للسعوديين موافقتها على تمرير بند المرتبات، حيث ترى واشنطن أن أي إنهاء للحرب في اليمن سيخرج اليمن من معادلة محور المقاومة وبالتالي فإن اليمن سينأى بنفسه عن الحرب في فلسطين المحتلة، وهو ما لن يحدث على الإطلاق، وفق مراقبين في صنعاء، والذين أكدوا لـ”المساء برس” أن موقف اليمن في مساندته للمقاومة الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي هو موقف ثابت ودائم ولا علاقة لذلك بالوضع في اليمن.
وتجري السعودية حالياً ترتيبات تتعلق بالحكومة اليمنية التابعة لها والمقيم معظم أعضائها خارج اليمن، وذلك بهدف إحراز تقدم في ملف المفاوضات بين اليمن ممثلة بصنعاء والسعودية بصفتها قائدة التحالف العسكري ضد اليمن، ومن بين هذه الترتيبات استضافة السعودية خلال الأيام القادمة رئيس وأعضاء المجلس القيادي الرئاسي الذي شكلته الرياض مطلع أبريل العام الماضي ويرأسه رشاد العليمي.
وسرّب نشطاء وصحفيون في المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، معلومات لم يتم التأكد من صحتها حتى اللحظة تتعلق بتطورات الملف اليمني.
وقال الصحفي في الانتقالي صلاح بن لغبر، إنه لا يوجد أي اتفاق أو مقاربة متفق عليها تخص الملف السياسي حتى الآن في تحركات الرياض، وأضاف أن “ما سيتم الإعلان عنه يقتصر على ترتيبات اقتصادية تتعلق بالبنك والعملة والرواتب والطرقات وإعادة تصدير النفط”.
كما توقع بن لغبر أن يكون هناك إعلان لوقف إطلاق نار شامل في اليمن من قبل التحالف السعودي.
مراقبون اعتبروا إن الحديث عن إعادة تصدير النفط كنقطة رئيسية سيتم إعلانها بعد جمع الرياض لمجلس القيادة الرئاسي اليمني التابع لها، بأنه مؤشر على أن هناك اتفاقات بين صنعاء والرياض غير معلنة وأن الرياض بصدد طرح هذه الاتفاقات على الطرف التابع لها لكي يكون في الصورة ولا يتفاجأ بما تم الاتفاق عليه بين أصحاب القرار الرئيسيين، وبما أن اتفاق تصدير النفط قد تم فإن ذلك يعني أن الرياض وافقت على شروط صنعاء لاستئناف تصدير النفط.