الضربة اليمنية الخامسة.. دقيقة ونوعية
خليل نصر الله – وما يسطرون|
مقتضب جاء بيان القوات المسلحة اليمنية حول الضربة الخامسة في قلب “إسرائيل”، لكنه حمل مؤشرات حول عملية نوعية تبين رفع مستوى الاستهداف وربما إدخال مسيرات نوعية قادرة على تخطي الموانع الإسرائيلية والأمريكية والعربية.
أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن توجيه دقة من المسيرات نحو أهداف حساسة في قلب الأراضي المحتلة، قبل أن يؤكد أن العملية أدت إلى توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات.
تقصد بيان القوات المسلحة عدم تسمية القواعد والمطارات المستهدفة، وهو أسلوب سبق أن اتبعته عند توجيه ضربات حساسة في العمقين السعودي والإماراتي.
عدم تحديد الأهداف التي ضربت، وتبيان النتائج، يؤكد أن ما كان يهم صنعاء هو معرفة العدو الإسرائيلي بالقدرات اليمنية والبناء عليها، وفهم طبيعة الضربات التي يمكن أن توجه خلال المرحلة المقبلة.
الإشارة إلى قواعد ومطارات يدلل أيضا على بنك أهداف يمني معد، وقد يُسْتَهْدَف أكثر من مرة، وبشكل تصاعدي وصولا إلى تعطيله لأكثر وقت ممكن وليس لساعات فقط.
قراءة مسار الضربات اليمنية منذ الأولى وحتى الخامسة يوضح أنها تأخذ مسارا تصاعديا، إن من حيث الأسلوب أو النوعية أو طبيعة الأهداف.
في خطابه يوم الجمعة، أشار السيد حسن نصر الله إلى الصواريخ والمسيرات الآتية من اليمن، ومرر عبارة قال فيها: “حتى الآن أرسل اليمن صواريخه ومسيراته حتى لو أسقطوها لكنها في نهاية الأمر ستصل إلى إيلات وإلى جنوب فلسطين وإلى القواعد العسكرية الإسرائيلية المحتلة في جنوب الكيان”. في إشارة السيد نصرالله نقاط عدة أبرزها على مستوى التنسيق بين قوى المحور ومعرفته بالقدرات اليمنية، ودقة اليمنيين في توجيه قواهم وقدراتهم وفق منهجية وخطط موضوعة مسبقا.
هذا الأمر يعتبر أنه تجسد بشكل واضح في مسار الضربات الخمسة، حيث التدرج من إعلان الدخول إلى المعركة، ثم الاختبار العملياتي للميدان، وقراءة الموانع الأمريكية والخليجية وغيرها، ثم الالتفاف عليها ومعالجتها للوصول إلى مرحلة ضرب الأهداف بأريحية، وهذا جزء مهم من إدارة القوة الصاروخية والمسيرة لتحقيق الأهداف المرجوة.
وعليه، يمكن القول إن القوات المسلحة اليمنية التي تخبر الميدان جيداً وتقرأ نقاط قوة وضعف الأعداء ونتيجة الخبرة لسنوات في هذا المجال، بدأت تشكل عاملاً مهما في المواجهة الحالية، وهي قادرة على إلحاق الأذى بما تقتضيه مجريات المعركة في غزة، مع الأخذ بالحسبان تطور المعركة وتوسعها ومددها الزمنية ما يقتضي الاحتفاظ بأوراق قوة كبيرة ترمى على الطاولة وفق متطلبات المواجهة.
إن صنعاء تدير ضرباتها بدقة وهي قادرة على تخطي الموانع والعوائق لتحقيق الهدف وإسناد غزة بما يلزم.
وإن صنعاء تملك الكثير من أوراق القوة التي تتعدى مسألة الصواريخ والمسيرات وتصل إلى حدود البحر والمحيط وما بينهما.