عبدالله بن عامر: فك شفرة الخطاب .. لمن لم يفهم بعد؟

وما يسطرون – عبدالله بن عامر_ المساء برس|

كيف تمكنت “إسرائيل” من هزيمة عدة دول عربية خلال 5 أيام؟ ولماذا نطلب من حزب الله ما لم نطلبه من حماس خلال المواجهة الأخيرة بين الجهاد و”إسرائيل”؟

هل تحتاج الحرب الشاملة الى إعلان؟ وما هو الهدف المعلن لخوضها؟
هل هناك فخ يمكن جر الاسرائيلي اليه؟ متى واين؟

قرأنا عدة كتب عن الصراع العربي الإسرائيلي … منها مذكرات قادة إسرائيليين وسياسيين أمريكيين وكتب توثيقية لأيام حرب 1967م وهناك تفاصيل لا ينتبه اليها الكثير سأتطرق لأهمها :

*قبل 5يونيو وهو يوم النكسة الكبرى الذي لا يمكن ان تُنسى وستظل في ذاكرة الشعوب العربية ابد الدهر .. قبل ذلك اليوم المشؤوم كان هناك اعتداءات إسرائيلية على سوريه وكانت الإذاعات العربية تصدح (بإيعاز من خصوم عبدالناصر) مطالبةً القيادة المصرية بسرعة التحرك الآن وأن أي تأخر يعتبر خذلان للجبهة السورية …

*القيادة المصرية أهملت الترتيبات المطلوبة للحرب وظلت تفكر بالمطالبات الشعبية والإعلامية العربية وتخشى من تصاعد الاتهامات لـ عبدالناصر بأنه ترك سوريه فقررت القيادة المصرية إنهاء عمل قوات الطوارئ الدولية واتخذت قرارات عشوائية غير مدروسة في حين ان الجيش المصري لم يكن لديه خطة للحرب ولا يحزنون

*امام التحركات المصرية قررت إسرائيل تسديد ضربتها لتتفاجئ بالانهيار الكبير الذي أصاب الجيوش العربية السوري من الشمال وكانت النتيجة احتلال الجولان والمصري من الجنوب وكانت النتيجة احتلال غزة وشبه جزيرة سيناء بالكامل وقتل الآلاف من الضباط والجنود المصريين وتدمير سلاح الطيران المصري ومن الشرق احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية

اليوم جاءت عملية7 أكتوبر البطولية فهل كان الحزب في لبنان وقتها مستعداً للحرب مع “إسرائيل” ؟

بالتأكيد لا
*لأن العملية فاجأته كما فاجأت الكثيرين ومع ذلك اتخذ قراراً شجاعاً وهو الانخراط في المعركة بعد 24ساعة فقط من نجاح عملية طوفان الأقصى .. ومثل هذا القرار الشجاع لم يكن لتتخذه أي دولة او جهة دون الاستغراق لأيام في البحث والمناقشة والدراسة والتخطيط والاعداد ودراسة الاحتمالات والخيارات وردود الأفعال اما حزب الله فقد اتخذ القرار في الوقت الذي كانت فيه الرسائل تتكرر على بيروت محذرة ومهددة ومتوعدة …

*بعد أسابيع من المواجهة يُطل نصر الله ليؤكد أنه ليس بحاجة الى دخول الحرب لأنه دخلها بالفعل .. وهنا أصيب الكثير بالصدمة لأن تعاملنا مع الحرب كان من منطلق عاطفي بحت ولم نضع اية حسابات أخرى كان لابد من وضعها فنحن نريد من الحزب اعلان الحرب وكفى توسيع الحرب وكفى اشعال الحرب وكفى دون أن نسأل عن مستوى استعداداته .. اليست حماس ظلت تستعد لعملية 7 أكتوبر اكثر من سنة حتى انها لم تساند حركة الجهاد في آخر مواجهة مع الإسرائيلي ومع ذلك لم يخونها احد ولم يتهمها احد بخذلان الجهاد .. فكيف نريد من حزب الله الدخول في المواجهة بين ليلة وضحاها وقد فعلها بدخوله المعركة بعد يوم واحد من طوفان الأقصى
ومع ذلك لم نترك لأنفسنا فرصة للاستماع الى ما يهدف اليه وما يخطط له .. فقط نريده أن يتقدم ويقتحم ويشتبك ويفجر وكفى ويعلن على مسامع العالم الحرب على اسرائيل .. هذا المنطق لا يستخدم في الحروب فحماس لم تنجح الا بالتخطيط الدقيق والسرية التامة والمباغته أما هذا الحزب فقد بلغ به التحدي لعدوه لدرجة أنه يخوض الحرب تخطيطاً واهدافاً وتوسيعاً للعمليات في خطاب معلن .. اليس هذا ما جاء في الخطاب؟

عموماً
*عملية 7 أكتوبر وضعت الجميع أمام موقف صعب ومعقد فلا يمكن لأي جهة ان تخوض مواجهة دون اعداد وتخطيط ومع ذلك باشر الحزب حربه وفق مستويات متصاعدة في الجنوب اللبناني وأطلقت صنعاء ووفق تعقيدات الجغرافيا ما لديها من قدرات واتجهت العراق الى التحرك وكل ذلك كان بجهود تكاد تكون منفردة ضمن محاولات مجاراة ما يجري في غزة وفي خضم المواجهة جرى التواصل لتعزيز التنسيق وبما يؤدي الى تكامل الجهود ضمن عمليات مشتركة قد تفصح عنها الأيام المقبلة

*اليوم “إسرائيل” لا تحارب وحدها بل معها والى جانبها وبشكل علني وفعلي الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وهذا لا يعني التخلي عن غزة بل يعني اتخاذ ما يلزم من الاعداد والتخطيط للدخول التدريجي في المعركة لتحقيق أهداف عدة منها محاولة حماية الداخل اللبناني قدر الإمكان وحتى لا تصبح الأمور وكأنها مجرد عاطفة وحينها كان الإسرائيلي وعلى عجل سوف يقحم العالم في هذه الحرب الى جانبه لكنه ويوماً بعد آخر يخسر الكثير من التأييد والتعاطف وفي ذات الوقت ها هي العمليات العسكرية المساندة لـ غزة تتسع وتتصاعد في الجنوب اللبناني ويتحدد مسار تصاعدها بمسار تطورات معركة غزة وكذلك بسلوك الإسرائيلي نفسه

قد يعجبك ايضا