وزير الخارجية الامريكي يتباكى على أطفال غزة.. ما وراء ذلك؟
عبدالله بن عامر – وما يسطرون|
خلال الايام الماضية ضاعف النظام الرسمي العربي من اتصالاته مع واشنطن وكانت الرسائل واضحة أن الشعوب العربية تغلي وان هناك خشية من اضطرابات قد تنعكس سلباً على وضع الأنظمة، ولهذا ارسلت واشنطن وزير خارجيتها الذي جاء إلى الأردن، وهو الآن يتباكى وعلناً على الأطفال الفلسطينيين، والهدف كما قلت تهدئة الشارع العربي وامتصاص الغضب، وإظهار الموقف الأمريكي الذي يتعاطف انسانياً مع الاطفال في غزة على انه انتصار للدبلوماسية العربية وهذا كله مسرحية بين الانظمة وواشنطن بدليل استمرار المجازر والقتل والتدمير واستمرار التعنت الاسرائيلي.
الأخوة في قيادة حماس يدركون ذلك ولهذا كانت الدعوات للشعوب العربية الى الخروج مجدداً والتحرك، فهذا سوف يضاعف الضغط أكثر، وسوف تدرك واشنطن أن مصالحها في كل المنطقة معرضة للخطر إذا رأت بالفعل ان مستقبل الانظمة الموالية لها على المحك.
إضافة إلى أن هناك نقطة اخرى تدفع النظام الرسمي العربي للتحرك وكذلك واشنطن، فالشعوب تلتف اكثر خلف المقاومة فكراً وممارسة وهذا خطير بالنسبة لواشنطن واتباعها في المنطقة، ولهذا لابد من امتصاص الغضب والظهور في موقع البحث عن حل ووقف اطلاق النار.
لا جدال في أن الانظمة تؤيد استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية للقضاء على حماس، لكنها لا تتجرأ على الافصاح بذلك ولهذا كلما مر يوم على غزة وكان هناك صمود وكان هناك تفاعل عربي جماهيري وكلما تصاعد الاسناد العسكري لغزة من هنا أو هناك كلما كان الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لهذه الانظمة وكذلك لواشنطن ولن يكون أمام هذا التحالف الغربي العربي من خيار إلا وقف إطلاق النار.