وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ
عدنان با وزير – وما يسطرون|
ولما بلغ السيل الزُبى وهاجت وماجت الدماء ، فارت في دماء اليمنيين النشامى النخوة وأبو الا أن يهبوا لنجدة أخوتهم في غزة ، غير آبهين بلوم اللائمين أو تهديد الأعداء.
أنهم قوم جُبلوا على الإباء وتجري في عروقهم دماء نقية لم تلوثها ملوثات العصر ولم تميعها مسوخ الترفيه ولم يألفوا في كل مراحل تاريخهم الخضوع والإنبطاح .
اليمنيون في عهد الأنصار هم اليمنيون الأصلاء النبلاء حيث أماطت المسيرة القرآنية المباركة عن ثقافتهم غبار الضعف والوهن وأعادت بعث كل القيّم الحميدة التي اُريد لها وبمنهجية أن تُطمس وتندثر. يقودهم قائد ليس ككل القادة ولا الرؤساء الذين ألفتهم الشعوب العربية ممن يتسنمون السلطة وهم منبطحون لأمريكا وغيرها ، قائد نبيل من صنبرة هذا الشعب الأبي تشرب منذ الصغر روح الأنفة والإباء وصقلته ثقافة القرآن وتخلق بآدابه وأخلاقه النبيلة، فمرحا ألف مرحا للشعب اليمني الأصيل، مرحا لطليعته الشجاعة والنظيفة أنصار الله وقائده الملهم أبو جبريل.
لقد كسر الأنصار الجمود العربي وأبدلوا تخاذله عزماً وإرادة وأتوا بما لم تستطعه الأوائل ، وسبق فعلهم بيانهم كعادتهم دائماً وأبدا. اليمن في عهد الأنصار هو اليمن في أوج عزه وفي قمة عنفوانه ، لقد أثبت هؤلاء الفتيّة الشجعان أن أسلحتهم وصواريخهم ومسيراتهم لم تُصنع بعرقهم ودمائهم للعروض بل للحروب ، وليست موجهم نحو أخوتهم كباقي الجيوش العربية بل في نحور أعدائهم وأعداء الأمة وأعداء الإنسانية جمعا ، نحو الكيان الغاصب في فلسطين ، ولم تظل بوصلتهم يوماً وجهتها الحقيقية وهي القدس وأقصائها المبارك .
لقد جاءت ضربتهم المباركة نحو مدن وتجمعات العدو الصهيوني مصداق مطابق لشعارهم المعروف والذي بحت أصواتهم وهي تبدد سكون الهزيمة والصمت مرددة صرخاتهم ليل نهار بالموت والثبور للأعداء والنصر للإسلام .
نبارك مبادرتكم و( نشد على أياديكم ونبوس الأرضا تحت نعالكم ونقول نفديكم ) كل الشعب اليمني على كل مشاربه ينتظم اليوم خلفكم فأمضوا بنا الى حيث تريدون ، فلا نبالي ما نبالي ما نبالي وأجعلوها كما قال شاعركم منذ اليوم الأول: أجعلوها حرب كبرى عالمية.. جاهزون للتبعات كيفما كانت ومستعدون للتضحيات الجسام فأما حياة تسر الصديق وأما ممات يغيض العدى ..