صهيون المنكسر والقلق المتفاقم بشأن فشل الغزو على غزة
وما يسطرون – محمد بن عامر – المساء برس|
تُظهر سلسلة الأحداث التي تتوالى في فلسطين المحتلة تطورات تكشف عن حالة الإحباط واليأس ومشاعر الخوف والقلق في أروقة الكيان الصهيوني، فباستمرار المقاومة الفلسطينية في دك معاقل ومستوطنات الاحتلال وتقويض قوته العسكرية، يتسلل إلى قلوب قادة الصهاينة بؤس واكتئاب بسبب فشلهم في استعادة مجدهم الزائف وتحويل كيانهم الهش إلى قوة لا يمكن اختراقها.
إن العمليات المستمرة التي تواجهها القوات الإسرائيلية من المقاومة الفلسطينية، وهي التهديدات الاستباقية والاستهداف المفاجئ، تعكس حجم الضعف الذي يُلاحظ في جيش الاحتلال، فالتحديات المتزايدة التي يواجهها في محاولاته لاجتياح غزة، واختراق الأنفاق المعقدة التي تديرها المقاومة الفلسطينية، تُظهر عجزه عن تحقيق أهدافه العسكرية، وبالتالي تكشف عن هشاشة هذا الجيش الذي كان يُصوَّرَ كقوة لا تُقهَر.
أيضًا، تكشف النزاعات الداخلية التي تحدث بين السياسيين والعسكريين في الكيان الصهيوني عن ضعف الروابط الداخلية وعدم اتفاق القادة الصهاينة على الخطط والاستراتيجيات المرتبطة بغزة، مما يؤثر على إمكانية جيش الاحتلال على تنفيذ عملية برية ضد القطاع بشكل ناجح، ويضعهم تحت ضغط اللجوء إلى توغلات محدودة والمزيد من العمليات الإجرامية، إذ يحاول الكيان الغاصب التعويض عن إحباطه وهزائمه التي يتجرعها تواليًا من خلال ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة مستعينًا في ذلك بالمؤازرة الأميركية – الغربية لإطلاق حملاتهم الإعلامية والدعائية لتبرير سلوكهم الإجرامي تجاه الفلسطينيين، وشيطنة المقاومة الفلسطينية.
من منظور علم النفس، يمكن القول إن حالة الصهاينة الحالية تعزز إحساسهم بالإحباط والإنهزام، وتدفعهم لاستخدام المزيد من العنف كوسيلة لاستعادة سيطرتهم على زمام الأمور، حيث ينظر الصهاينة إلى الهزيمة في مواجهة المقاومة الفلسطينية على أنها جرحٌ عميق تُقلل من شأن الكيان الصهيوني الذي لا يفتأ في تعظيم نفسه من خلال استخدام قوته في مختلف المجالات خصوصًا القوة الاقتصادية وإرهاب وإخضاع أنظمة دول المنطقة وإختراقها والتأثير في قرارتها، وذلك قد يؤثر في ثقة الصهاينة في قدرتهم على التعامل مع المواجهات وتحقيق الانتصارات، مما يدفعهم لاستخدام وسائل بديلة حتى وإن كانت تتعارض مع المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية.
ويبدو أن كيان الاحتلال الصهيوني ينتهج، على غرار الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، مبدأ الغاية تبر الوسيلة الذي تبناها نيكولو مكيافيلي، المفكر والفيلسوف والسياسي الإيطالي في القرن السادس عشر، وهذا المبدأ يُشرعن استخدام الأساليب والوسائل الغير أخلاقية دون أي قيود أو شروط، وهو ما يفسر العمليات الإجرامية التي ينفذها الكيان الغاصب على المناطق السكنية والمنازل في قطاع غزة.
منذ احتلال الصهاينة للأراضي الفلسطينية، تم اعتبار جيش الاحتلال القوة العسكرية الأكثر تطوراً في المنطقة لإمتلاكه تكنولوجيا متقدمة وتمتعه بتدريب عالي المستوى، ثم إبرازه كقوة لا يمكن هزيمتها إلا أن تحديات الميدان والمقاومة الفلسطينية الصامدة أثّرت بشكلٍ كبيرٍ على قوة جيش الاحتلال وثقة قادته.
أخيرًا.. يتجلى من هذه الهزيمة الساحقة التي تعرّض لها الكيان الصهيوني وعجزه عن تحقيق انتصار ضد المقاومة الفلسطينية حقيقة مهمة، مؤداها أن القوة العسكرية والتكنولوجية لوحدها لا تكفي لتحقيق النجاح في مواجهة إرادة الشعب الفلسطيني وصمود المقاومة، فبفضل هذا الصمود وعمليات المقاومة الفلسطينية الناجحة في الردع، بالإضافة إلى الدعم المتنامي الذي تحظى به قضية فلسطين على الصعيدين الإقليمي والدولي، يتبين بأن استراتيجيات الاحتلال قد باءت بالفشل وأدت فقط إلى زيادة اليأس والإحباط والإنقسامات داخل صفوف كيان العدو.