فشل ذريع تنتهي به عملية الهجوم البري الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة (تفاصيل خاصة)
خاص – المساء برس|
انتهت عملية الهجوم البري لجيش الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة التي انطلفت خلال الساعات الأولى من منتصف ليل البارحة والتي أسهمت فيها واشنطن بتسعمائة جندي أمريكي، بالفشل الذريع.
فشل بكل المقاييس بالمقارنة بحجم الحشد والإعداد والدعم اللوجستي والاستخباري وحتى الدعم بالقوة البشرية أمريكياً، كون العملية الفاشلة جاءت بعد أن عززت واشنطن بتسعمائة جندي أمريكي وبعد أن تمكنت ايضاً من نشر قواتها الإضافية في الشىرق الأوسط.
ولعل المتتبع لمسار العملية البرية وما صاحبها من تجهيزات ومساندة، يجد حجم الخوف الإسرائيلي من المقاومة الفلسطينية والشعور الابتدائي بالهزيمة ومحاولة تخطي الهزيمة بوضع خطة عسكرية بإجراءات مضاعفة تخطت الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإليكم ما حدث:
بدأت العملية البرية أولاً بقطع الاتصالات السلكية واللاسلكية كلياً عن قطاع غزة، وبات بذلك القطاع معزولاً كلياً عن العالم الخارجي، وكان هدف الكيان من هذه الخطوة قطع الأخبار التي تأتي من القطاع وتنقل للعالم عن المجازر التي يرتكبها الكيان وبالتالي فإن نقل هذه المجازر أثناء العملية البرية أو أثناء القصف التمهيدي للعملية سيدفع بالشعوب في مختلف بلدان العالم للخروج في تظاهرات تضغط على حكوماتهم التواصل بإسرائيل والضغط عليها وقف الهجمات والجرائم التي ترتكبها.
وأعقب عملية غزل غزة عن العالم الخارجي، تنفيذ قصف بري بالمدفعية الثقيلة بشكل مكثف وغير مسبوق في تاريخ الحروب التي خاضها الكيان الإسرائيلي سابقاً، لدرجة أنه في بعض موجات القصف المتتابعة التي استمرت نحو 3 ساعات لم تكن تمضي 5 دقائق إلا وشهدت منطقة من المناطق قصفاً بـ4 – 5 قذائف من العيار الثقيل، تمثل ذلك القصف بالعملية التمهيدية البرية التي تستبق أي هجوم بري لقوات المشاة، لدرجة أن حجم الدمار المتخيل جراء كل ذلك القصف الهمجي يمكن وصفه بأن الكيان حاول مسح مناطق بأكملها مستخدماً تكتيك الأرض المحروقة، لكي يسهل على نفسه عملية الدخول البرية.
وبالتزامن مع انطلاق العملية البرية خلال ساعات منتصف ليل البارحة، تبين أن العملية كانت بتنسيق كامل مع القوات الجوية الامريكية والقوات الجوية البريطانية، حيث شاركت الطائرات الحربية المقاتلة الأمريكية والبريطانية في حماية الأجواء في فلسطين المحتلة من أي هجمات صاروخية أو بالطائرات المسيرة، حيث توقعت واشنطن ولندن أن العملية البرية قد تتسبب بحدوث تداعيات لردود الفعل من الجانب الآخر بما قد يشمل أيضاً توسيع المعركة ودخول أطراف أخرى بمحور المقاومة على خط المواجهة بشكل أعنف مما هو عليه الحال اليوم، ولتجنب هذه التداعيات، قامت القوات الجوية الأمريكية بإغلاق المجال الجوي فوق منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بالكامل وفوق أجواء فلسطين المحتلة.
وجرت عملية حماية الأجواء بشكل مكلف جداً حيث وطوال فترة التصعيد وانطلاق العملية البحرية التي انتهت في الأخير بالفشل والانسحاب، تم تشغيل طائرتين عسكريتين أمريكيتين تقومان بمهمات الخدمات اللوجستية العاجلة أثناء العملية البرية، واحدة منها خاصة فيما يبدو بالمراقبة والثانية خاصة بتزويد الطائرات المقاتلة بالوقود، حيث استخدمت الطائرات المقاتلة الأمريكية إف 16 والطائرات البريطانية المقاتلة يورو فايتر في القيام بمهمة التحليق في أجواء منطقة شرق المتوسط وأجواء فلسطين المحتلة بهدف ضرب أي طارات مسيرة كون أي هجمات من هذا النوع لن تتمكن الدفاعات الجوية من إسقاطها وتحتاج لإسقاطها طائرات مقاتلة تقوم باصطيادها في الأجواء قبل وصولها أهدافها وطوال محاولة العملية البرية ظلت أجواء شرق المتوسط مشغولة بالطائرات العسكرية الخدمية والمقاتلة الأمر الذي تسبب بتكاليف كبيرة جداً لتنفيذ هذه المهمة.
وتسببت عملية إغلاق المجال الجوي فوق شرق المتوسط إلى عرقلة خطوط الملاحة الجوية الدولية، حيث أظهرت مواقع تتبع حركة الملاحة الجوية تعثر عبور طائرات سعودية وتركية وقطرية ولبنانية في مساراتها الاعتيادية واختيار مسارات أخرى لتجاوز شرق المتوسط، فمثلاً كانت الطائرات القادمة من تركيا إلى الجزيرة العربية تضطر إلى الدخول إلى الأجواء العراقية ثم الإيرانية ثم المياه الخليجية والدخول إلى منطقة الجزيرة العربية.
ورغم كل هذا الدعم والمساندة الجوية الأمريكية والبريطانية إلا القوات الغربية فشلت في صد هجوم استهدف القواعد الأمريكية في شرق سوريا، حيث أكدت المقاومة العراقية تنفيذها عمليتين هجوميتين بطائرتين مسيرتين في قاعدة التنف الأمريكية شرق سوريا، مؤكدة أن الطائرات أصابت أهدافها بدقة.
أما فيما يتعلق بالعملية البرية فقد فشلت فشلاً ذريعاً، فعلى الرغم من القصف البري المدفعي المكثف واتباع الكيان الإسرائيلي تكتيك الأرض المحروقة إلا أنه وأثناء تنفيذ العملية البرية باغتت المقاومة الفلسطينية فصائل الكيان بإيقاعها في كمين محكم أدى إلى سقوط أغلب أفراد العملية بين قتيل وجريح وأسر عدد آخر بما في ذلك قائد العملية الهجومية على منطقة مخيم البريج شمال القطاع، كما استمرت المحاولات الإسرائيلية بالتقدم البري إلا أنها اصطدمت بمقاومة عنيفة من الجانب الفلسطيني، وفي المحاولة الأخيرة للهجوم جرى تكثيف التحرك البري من أكثر من محور شمال القطاع إلا أنه انتهى هو الآخر بالفشل واضطرت القوات الإسرائيلية للانسحاب من ميدان المعركة.