منها نموذجي الفلوجة والموصل.. واشنطن تقدم خططاً لإسرائيل والمقاومة تفشلها بتحوّل نخبة أمريكية إلى أشلاء
خاص – المساء برس|
كشفت شبكة (سي إن إن) الأمريكية نقلاً عن مصادر لم تكشف هويتها، عن الخطة التي وضعها المستشارون العسكريون الأمريكيون الموجودون في الكيان الإسرائيلي والمشاركون في تنفيذ عمليات القصف على قطاع غزة جنوب فلسطين المحتلة، المتعلقة بطبيعة التعاطي العسكري للكيان الإسرائيلي مع قطاع غزة قبل وأثناء العملية البرية المزعومة.
وقالت الشبكة نقلاً عن مصادرها، إنه “خلال مساعدة القوات الإسرائيلية في وضع عدد من الاستراتيجيات المختلفة لهزيمة حركة حماس، استشهد المستشارون العسكريون الأمريكيون في إسرائيل بالدروس المستفادة على وجه التحديد من معركة الفلوجة في عام 2004”.
وحسب الشبكة فإن “المستشارون العسكريون الأمريكيون حثوا الإسرائيليين على استخدام مزيج من الضربات الجوية الدقيقة والعمليات الخاصة، بدلاً من شن هجوم بري واسع النطاق على غزة”.
المستشارون العسكريون الأمريكيون استبعدوا الهجوم البري واسع النطاق لأسباب تتعلق بكون هذا الهجوم قد يعرض الأسرى الإسرائيليين والأمريكيين للخطر، كما سيزيد من تأجيج التوترات في المنطقة بسبب ما سيتسبب به هذا الهجوم من تهديد للمدنيين، على الرغم من أن المدنيون في قطاع غزة الآن يبادون بشكل جماعي بغطاء سياسي وعسكري رسمي من الولايات المتحدة الأمريكية.
الشبكة الأمريكية قالت إن المستشارين العسكريين الأمريكيين في الكيان الإسرائيلي اعتمدوا أيضاً على الاستراتيجيات التي تم تطويرها خلال المعركة التي شنتها القوات الأمريكية وقوات التحالف بقيادة أمريكا لاستعادة مدينة الموصل العراقية من سيطرة تنظيم “داعش” والتي اعتمدت بشكل أكبر على قوات العمليات الخاصة.
وفي هذا الصدد قالت الشبكة إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أرسلت إلى تل أبيب جنرالاً في مشاة البحرية الأمريكية لتقديم المشورة لجيش الكيان الإسرائيلي “بشأن التخطيط لهجومه التكتيكي”
في السياق ذاته أفاد خبراء عسكريون، وفقاً لرصد قام به “المساء برس” بأن الخطط الأمريكية ماتت قبل أن يبدأ تطبيقها وتنفيذها، وذلك من خلال ما تعرضت له قوات خاصة أمريكية دفعت بها واشنطن للتوغل في قطاع غزة بغية البحث عن أسرى إسرائيليين وانتهت العملية بمقتل جميع أفراد هذه القوة الخاصة.
وبحسب ما رصدته وكالة “قدس برس” الإخبارية، فإن المستشار السابق للبنتاغون دوجلاس ماكجريجور، أقر في مقابلة مع الصحفي الأمريكي الشهير تاكر كارلسون على منصة X، بأن “مفرزة من القوات الخاصة الأمريكية والإسرائيلية تعرضت لإطلاق نار في قطاع غزة، بعد أ دخلت بغرض الاستطلاع والتعرف على إمكانية تحرير الأسرى”.
وقال مستشار البنتاغون السابق، “على مدى الـ24 ساعة الماضي أو نحو ذلك، ذهبت بعض قواتنا الخاصة (الأمريكية) والإسرائيلية إلى قطاع غزة للاستطلاع وتحديد السبل الممكنة لتحرير الأسرى، لكن تم إطلاق النار عليهم وتقطيعهم إلى أشلاء.
ويرى المستشار السابق دوجلاس، أنه “ليس فقط لا يستطيع تصور انتصار إسرائيل بشكل أو بآخر خلال الحرب، بل يعتبر الصراع خطيراً جداً على الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بسبب خطر الحرب مع إيران”.
وأكد دوجلاس أن “القوة العسكرية الأمريكية وصلت إلى أضعف نقطة لها في التاريخ الحديث، وبالتالي فإن البلاد ليست مستعدة للتورط في صراع واسع النطاق”.
ورغم محاولات المستشارين الأمريكيين العسكريين الذين يعملون حالياً في الكيان الإسرائيلي، تبرير خططهم العسكرية بأنها أفضل الخطط ولا تتسبب بوقوع خسائر كبيرة سواءً بين القوات المنفذة أو بين المدنيين، إلا أن واقع الحال في نموذج عمليات القوات الأمريكية في العراق لم يكن ناجحاً كما يزعم مستشاروا واشنطن العسكريون في إسرائيل، فتجربة الموصل على سبيل المثال كانت أكبر شاهد على أن واشنطن لم تتمكن من السيطرة على هذه المدينة إلا بعد أن تمت تسوية بنيتها التحتية بالأرض ، وهذا ما كشفته الصور والفيديوهات التي تداولتها وسائل الإعلام العالمية والعربية للدمار الهائل الذي حل بالمدينة بعد قصفها أمريكياً مستخدمة حينها خطة الأرض المحروقة.
وعن تفاصيل قوة النخبة الأمريكية “مفرزة العمليات الخاصة”، قالت قناة الحرة الأمريكية على موقع الإلكتروني، إن هذه القوة دفعت بوحدة “دلتا فورس” التي تعد أفضل وحدة نخبوية في الجيش الأمريكي، وأنها تحركت في أعقاب عملية طوفان الأقصى، ومهمتها مساندة إسرائيل برياً في حربها في قطاع غزة.
وتشير القناة الأمريكية إلى أن هذه القوة هي وحدة خاصة تحيط بها السرية وتناط بعناصرها مهاماً حساسة ومعقدة، ويطلق عليها اسم “مفرزة العمليات الخاصة الأولى للقوات الخاصة – دلتا” وأنها إحدى وحدات المهام الخاصة الأمريكية التي تركز بشكل أساسي على مهمة مكافحة “الإرهاب” وهي وحدة انتقائية وسرية للغاية وتعمل تحت قيادة العمليات الخاصة المشترك.
وبحسب موقع “ميليتري” العسكري فإن قوة الـ”دلتا” هي “قوة العمليات الخاصة الأكثر تدريباً في الجيش الأمريكي والعالم”، وأنها موجهة خصيصاً للقتل أو القبض على أهداف ذات قيمة عالية أو تفكيك خلايا.
ورغم كل ذلك تحولت عناصر هذه القوة النخبوية الخاصة الأفضل من بين القوات الأمريكية الخاصة إلى أشلاء في لحظات بحسب ما أقر به الجنرال الأمريكي دوجلاس المستشار السابق للبنتاغون، عندما حاولت تنفيذ عملية استطلاع بري لمعرفة أماكن وجود بعض الأسرى الإسرائيليين والأمريكيين في قطاع غزة.