الاستفاقة من الصدمة لدى الكيان الإسرائيلي بعد أسبوعين من طوفان الأقصى تظهر بصراعاتهم الداخلية
فلسطين المحتلة – المساء برس|
بدأت علامات خروج الكيان الإسرائيلية من صدمة عملية “طوفان الأقصى” تظهر داخل الكيان، بتعالي الأصوات في الداخل لإلقاء اللوم على رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو في الفشل المتراكم والذي أودى إلى النتيجة التي حققتها عملية “حماس”.
تأتي الاضطرابات الكبيرة للكيان على الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة لتصب الزيت على النار، فعلى مستوى الداخل لا يزال الكيان يعيش حالة ارتباك في كيفية التعامل مع الضربات الموجعة والمركزة التي يتلقاها الكيان في بنيته العسكرية على الجبهة الشمالية التي باتت تعيش حالة من حرب الاستنزاف مع التصاعد التدريجي في سياسة المقاومة الإسلامية في لبنان (حزب الله) في مواجهته للكيان دعماً للمقاومة الفلسطينية، هذه المعضلة حسب ما تصفها الصحافة العبرية وضعت الكيان أمام تحديات صعّبت عليه التفرد بقطاع غزة واتخاذ الخطوة الثانية حسب السيناريو المطروح إسرائيلياً وهي خطوة العملية البرية المؤجلة حتى الآن أكثر من 4 مرات، آخرها إعلان الكيان أمس تأجيل العملية حتى يتم إطلاق الأسرى لدى حركات المقاومة الفلسطينية والتي تدفع واشنطن لإجراء مفاوضات بشأنهم عبر وساطة من قطر.
وحسب رؤية سريعة للإعلام العبري ليوم أمس، سلطت الصحافة والتلفزيونات الإسرائيلية على مختلف التعقيدات التي تواجهها حكومة نتنياهو والمتمثلة بالخلافات الداخلية والجبهة الشمالية وأهداف الحكومة ومدى واقعيتها والمناورة البرية المتوقعة.
وفيما يتعلق بالجبهة الشمالية، أشار “عوود يارون” وهو مراسل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” إلى الترسانة الصاروخية الضخمة التي يمتلكها حزب الله والتي تشكل تهديداً كبيراً للكيان بالإضافة لقدراته العسكرية الأخرى من طائرات مسيرة يتجاوز عددها الـ2000 طائرة مسيرة من مختلف الأنواع وهذا حسب تقديرات الأمريكيين والإسرائيليين عام 2018 ما يعني أن هذا العدد قد تضاعف كثيراً، كما يتهيب الكيان الإسرائيلي من عدد الصواريخ التي بات يمتلكها حزب الله جنوب لبنان والتي يقدرها جيش الكيان بأنها تتجاوز الـ150 ألف صاروخ تجعل من حزب الله قادراً على قصف إسرائيل بعدد 1500 صاروخ يومياً.
وحول الخلاف الحاصل داخل الحكومة، يسخر العميد بجيش الكيان الاحتياطي، حنان غيفن، في مقالة له، من بنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بأنه “سيد الأمن” الذي ذهب للاهتمام بالملف النووي الإيراني تاركاً الخطر الذي تصاعد ونمى في غزة وجنوب لبنان.
وأشار العميد غيفن إلى أن جميع سياسات نتنياهو تجاه النووي الإيراني في سبيل تحقيق الشعبية الدولية له، شغلته عن التهديدات الأقرب إليه “حزب الله” و”حماس”.
وفي مقالة لـ”عاموس هارئيل” في صحيفة “هآرتس”، جرى الإشارة إلى أن الخلاف الحاصل هو بين يولاف غالانت ونتنياهو، إذ يشير بشكل مبطن في مقاله إلى أن نتنياهو يحاول التهرب من تحمل مسؤولياته رافضاً للهجوم البري الذي يؤكد على ضرورته غالانت.
أما بما يتعلق بالعملية البرية على غزة، فقد انتقدت أوريا بار مئير، حكومة نتنياهو، ففي مقالها على موقع “غلوبس” أشارت إلى أن أهداف الحكومة غير واقعية، مستندةً بذلك إلى مختلف الحروب التي خاضها الكيان والفرق بينها حينما تكون الأهداف واقعية يمكن تحقيقها وحينما تكون عكس ذلك، مشيرة إلى أن أهداف العملية البرية على غزة ليست واقعية على الإطلاق وأن الحكومة لا تعرف ماذا تريد من العملية البرية على غزة وإلى ما ستؤول إليه الأمور فيما بعد.
ومن جهة أخرى أكد يوآف ليمور في صحيفة “إسرائيل هيوم” أن “الجيش الإسرائيلي بات على استعداد لتنفيذ عملية برية مشيراً إلى ضرورة الانتهاء من قادة حماس وعلى رأسهم “محمد الضيف” و”يحي السنوار” وأن الرعب الإسرائيلي من الجبهة الشمالية هو ما يمنع من تنفيذ العملية البرية وأن نتنياهو جعل جيش الكيان يمشي على أصابع أقدامه في الحدود اللبنانية تحاشياً لحزب الله وأن جيش الكيان لم يتعرض لإهانة كالتي يتعرض لها منذ مجيء نتنياهو للسلطة.