اشتداد الأزمة السياسية العسكرية داخل الكيان الإسرائيلي بشأن العملية البرية
فلسطين المحتلة – المساء رس|
يخوض الكيان الإسرائيلي صراعاً بين المؤسستين العسكرية ممثلة بوزارة الدفاع والسياسية ممثلة بالحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو، واحتدم الجدل خلال اليومين الماضيين بين هاتين المؤسستين حول المعركة البرية، في ظل تخبط الجانب السياسي بين احتمالات مختلفة للعملية وبأحجام مختلفة لنتيجتها وأهدافها ومدى القدرة على تنفيذها.
وطفت الخلافات الداخلية للكيان الإسرائيلي بين رئيس الوزراء نتنياهو ووزير دفاعه يولاف غالانت الذي يؤكد على ضرورة المعركة “للقضاء على حماس” على حد تعبيره، حتى لو استغرق الهجوم 3 أشهر.
ويراهن غالانت بالمعركة البرية على القوات الجوية قبل المواجهة والالتحام، ومن الواضح أن التوتر يسود بين المؤسستين على خلفية إدارة المعركة وفي الاستجابة للطلبات الأمريكية بـ “ضبط النفس”.
ومن المثير للاهتمام أنّ رئيس الحكومة نتنياهو، الذي لم يصغِ يومًا لتحذيرات اللواء (في الاحتياط) يتسحاق بريك، الخطيرة بشأن المستوى الرديء لجيش الكيان، وجد نتنياهو – فجأة – الوقت ولمرتين لاستشارته، وحسب مراقبين فإن استشارة نتنياهو لبريك ليس أمراً اعتباطياً، مشيرين إلى أن ذلك مرتبط بموقف بريك الذي يعارض الدخول البري ومطالبته العلنية باستقالة ضباط رفيعين في الحال. الأمر الذي ينذر باشتداد الأزمة السياسية العسكرية.
وفرض الفشل الإسرائيلي في عملية “طوفان الأقصى” التدخل الأمريكي المباشر في إدارة المواجهة عملياتيًّا وسياسيًّا، غير أن الأمريكي هنا يتحرك وفق مصالحه لا مصلحة الكيان الإسرائيلي، إذ يتحكم الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقرار السياسي الإسرائيلي ويدفعه بعيداً عن المعركة البرية، ليس رحمة بالأبرياء المدنيين في قطاع غزة الذين تنهال عليهم آلة الحرب الصهيونية ليل نهار بمئات الأطنان من القنابل والمتفجرات، بل خوفاً من تعرض المصالح الأمريكية في المنطقة لضربات موجعة في حال توسع نطاق المعركة، فالأمريكي بات من الواضح جداً أنه يسعى بكل جهد للحفاظ على مصالحه في منطقة الشرق الأوسط وجنوب غرب آسيا، وهذا ما جاء لأجله بايدن وما أكد عليه أيضاً في زياراته وزيارات وزير خارجيته أنطوني بلينكن للمنطقة محاولاً إقناع الكيان الإسرائيلي بتأجيل العملية البرية عن طريق تقديم هذا الطلب كنوع من النصيحة ومن باب أخذ الدروس من تجربة الدخول الأمريكي في أفغانستان والعراق.
ويدرك الأمريكي أن المعركة البرية ترفع من احتمال توسيع نطاق تدخل محور المقاومة وبالتالي إلحاق الضرر بنفوذه ورفع التهديد على قواعده العسكرية المنتشرة التي بدأت تتعرض للضرب بالفعل خاصة في العراق وسوريا وقطعه الحربية في البحر الأحمر التي سبق وأقر الأمريكي بمحاولة استهدافها بصواريخ من اليمن، الأمر الذي قد ينجح المحور من خلاله في استدراج الأمريكي إلى معركة يتجنبها ولا يريدها لمحددات عدة، في مقدمها المنافسة مع الصين، وأسعار النفط، والممرات المائية، وتداعيات الحرب الأوكرانية.