ارتكاب المجازر الجماعية ثم إنكارها.. سمة ملازمة للكيان الإسرائيلي منذ نكبة ٤٨
تقرير خاص – المساء برس|
يعد ارتكاب المجازر ركناً أساسياً من سلوك الكيان الإسرائيلي منذ احتلاله لفلسطين عام ١٩٤٨م، وفي كل مرة يذهب الاحتلال لإنكتر ارتكابه تلك المجازر الوحشية.
ومنذ اللحظات الأولى لمجزرة المستشفى المعمداني حاول الكيان الإسرائيلي التملص من المسؤولية والزعم بأن سبب المجزرة صاروخ فلسطيني من حركة الجهاد الإسلامي، وهو ما نفته الحركة وسخر منه مراقبون عسكريون، والذين فندوا فنياً القدرة التدميرية المتواضعة لصواريخ المقاومة الفلسطينية مقارنة بالقدرة التدميرية الهائلة للقنابل الأمريكية التي تستخدمها إسرائيل في قصف المدنيين بفلسطين المحتلة منذ عقود.
المجزرة المروعة الأفضع على مر التاريخ والأفضع أيضا والأضخم منذ أن احتل اليهود أرض فلسطين عام ٤٨ بقصف مستشفى المعمداني المكتظ بالجرحى وذويهم والهاربين من القصف الجوي الإسرائيلي في مجمل مناطق القطاع والمسعفين والأطباء، أعادت التذكير بالمجازر والمذابح التي ارتكبها الاحتلال على طول فترة احتلاله لفلسطين.
وخلال تلك المجازر والمذابح التي ارتكبها الكيان في كل من فلسطين وجنوب لبنان، كان الكيان المحتل يتنصل عن مسؤوليته تجاهها ثم تثبت إدانته، بعد تلك المجازر على المستوى الدولي.
وبمثل ما كان يفعل الاحتلال سابقاً لنفي مسؤوليته عن ارتكابه المذابح والمجازر بحق الفلسطينيين طوال العقود الماضية، ذهب أيضاً لاختلاق عدة روايات متضاربة وما إن يعمل الكيان على نشر رواية حتى يخرج مرة أخرى برواية جديدة علّها تجد طريقها إلى العالم ليصدقها فيفشل من جديد ، لكن أبرز ما استقر عليها أخيراً هي زعمه بأن القصف كان بصاروخ للمقاومة الفلسطينية، ولأن حبل الكذب قصير زعم الكيان أن الصاروخ يتبع حركة بعينها من حركات المقاومة، وهو ما فضح الكيان مجدداً وبدد روايته إذ سرعان ما خرجت التساؤلات عن كيفية معرفة الكيان بنوع الصاروخ وتبعيته وهل استطاعت كاميراته أن تلتقط اسم الصاروخ بعد انفجاره في ذلك الظلام الدامس بمحسد المستشفى المعمداني، الأمر الذي جعل حتى واشنطن تتراجع عن روايتها التي تبناها بايدن والتي كانت قد تطابقت مع رواية الكيان الإسرائيلي، ثم تبدلت رواية بايدن بعد أن زار إسرائيل حيث لم يتهم إسرائيل بارتكاب المجزرة لكنه أيضاً لم يتهم المقاومة الفلسطينية وحاول إبقاء الموقف الأمريكي مبهماً
وفي كل مرة كان الكيان الإسرائيلي يقدم روايات ركيكة للتنصل عن مسؤوليته في ارتكاب كل المذابح والمجازر السابقة من فلسطين المحتلة إلى جنوب لبنان، لكن تلك الروايات الركيكة سرعان ما تتهاوى، كما حدث مع مجزرة قصف مستشفى المعمداني التي تهاوت بعد مقارنة خبراء عسكريين بين القوة الصاروخية للمقاومة الفلسطينية وبين القنابل التي تستخدمها إسرائيل في قصفها جواً وما تتسبب به من دمار هائل.
ويكفي أن تخرج تأكيدات من منظمات دولية إنسانية بأن ما ألقته إسرائيل من قنابل ومتفجرات منذ بداية العدوان على قطاع غزة وعلى مدى ٩ أيام فقط بلغ من الأطنان المتفجرة ما يعادل ربع القنبلة النووية التي ألقتها أمريكا على هيروشيما الياباني عام ١٩٤٥، ليعرف العالم أن كل روايات الكيان كاذبة ومن الجريمة تصديقها أو ترويجها أو حتى الخوض في جدال بشأنها.