خطاب صنعاء.. هذا يوم له ما بعده
عادل الحسني – وما يسطرون|
خطاب صنعاء هذا يوم له ما بعده، هنا الصرح الممرد، وهنا الفخر المشدد، هنا اليمن الكبير المتجدد.
تاريخ جديد يُكتب بعد سنوات الحرب والدمار، تعلن اليوم صنعاء بصوت عالٍ بأنَّ هذه لحظتها الفارقة التي قاومت لأجلها كثيرًا، وسالت في سبيلها دماء غزيرة. هذه لحظة انتصار للجميع، ولحظة اعتزاز يماني بأنَّا صخور راسية لا تهزنا الأزمات أو تثنينا المؤامرات. صنعاء تقود اليمن مرة أخرى نحو استعادة الدولة المفقودة، وترد المكائد بالحصائد.
تثبت صنعاء أنَّ سنن الله لا تخبو بمن عمل بها، الإيمان بعمل نجاة، والجد بلا كلل نجاح. بعد ثمان سنواتٍ من الحرب والدمار، التي شنتها السعودية باسم “عاصفة الحزم” من السفارة الأمريكية في واشنطن، ضربت كل الترسانات العسكرية اليمنية، ومنحت مقاتليها فتاتًا من المال وشيئًا من السلاح.
تبدأ صنعاء بشكل ملفت مرحلة أكثر قوة، ولم تعد رقمًا صعبًا في المشهد اليمني فحسب، وإنما على مستوى المنطقة، بحكم يمني، وإدارة يمنية، وقرار يمني كامل.
من لا زال يؤمن بأنَّ طهران تحكم صنعاء كما تحكم أبو ظبي والرياض عدن وحضرموت وسقطرى، فقد خاب السعي، وانتهى الجدال. طيلة سنوات الحرب، لم نرَ قوات إيرانية في صنعاء، بينما رأينا علم بني صهيون مع ربيبتهم الإمارات في سقطرى، والمارينز الأمريكي يسرح ويمرح في حضرموت.
الحرب قائمة طالما القوات الأجنبية متواجدة في سواحلنا وجزرنا وأراضينا الجنوبية، وعلى الغريب أن يراجع حسابه ويحزم متاعه، فاليوم يختلف عن الأمس، وجودكم احتلال لأرضنا، وانتهاك لا يُغتفر.
لن تكون اليمن بعد اليوم حديقة خلفية لقاذوراتكم السياسية أو مخططاتكم الخبيثة، وسيستمر الكفاح دفاعًا عن سيادتنا حتى يُرد الاعتبار لأرضنا وبحارنا وأجوائنا وثرواتنا. نحن دعاة سلام لمن مد اليد راغبًا، ورجال حروب لمن ولَّى راغمًا، وسنظل ننحو للنصر، بالسلم أو الحرب، ولا يزيد المعتدين إلا خسارًا.
سنظل ندعوا للسلام بين أبناء اليمن، وتوجيه الجنود كلها لتحرير البلد من المحتل وخروج تلك القوى التي تنهب وتسرق كل مقدرات البلد، بينما شعبه يشارف على الموت من الجوع. قد دقت ساعة الاجتماع والتكاتف يدًا بيد لنبني بلدنا، ونتعايش بمختلف مذاهبنا وأفكارنا، ونوحد بندقيتنا ضد من يريد تدمير بلدنا وتمزيقها، فلا نلتفت لأصوات الفتن الطائفية والمناطقية، ولنكبر بكبر اليمن الكبير. ولكم مني جميعًا كل محبة وسلام.