الشرعية المعزولة تنتقم من السعودية بفضح علاقتها ودورها في صياغة قرارات مجلس الأمن ضد اليمن
خاص – المساء برس|
اعترف برلماني مؤتمري وسفير سابق بحكومة التحالف السعودي الإماراتي بجناحها المعزول في أبريل العام الماضي والذي كان يقوده عبدربه منصور هادي (شكلياً) من داخل الرياض، اعترف بأن السعودية هي من أقرت وفرضت قرارات مجلس الأمن التي صدرت ضد اليمن.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعيش فيه القوى والأطراف الموالية للتحالف حالة تخبط وصدمة جراء توجه الرياض نحو السلام مع صنعاء بعد غرقها في حرب فاشلة في اليمن منذ 8 أعوام ونصف.
وقال البرلماني المؤتمري والسفير السابق لدى الأردن، علي العمراني، في مقابلة تلفزيونية، رصدها “المساء برس” مساء اليوم على قناة “المهرية” التابعة للإصلاح وتبث من تركيا، قال إن التحالف السعودي الإماراتي انقلب على الأهداف التي أعلنها بداية تدخله في اليمن، مضيفاً إن الأهداف المعلنة للتحالف حينما دخل الحرب تبدلت وتحولت إلى أهداف أخرى لا تتفق مطلقاً مع الأهداف المعلنة بداية الحرب ولا تتفق مع قرارات الشرعية الدولية (مجلس الأمن) التي كان الإخوة في التحالف خاصة المملكة العربية السعودية دور في تبنيها وإقرارها”.
وقال العمراني إن تلك القرارات كان من ضمن نصوصها الحفاظ على استقرار اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه، وأن ما فعله التحالف هو تقسيم اليمن عسكرياً إلى الحدود الشطرية ووقف أي عمليات عسكرية عندما تصل سيطرة التحالف إلى هذه الحدود.
والسعودية استطاعت التأثير بشكل كبير جداً على منظمة الأمم المتحدة وعلى برامجها ومنظماتها الفرعية خاصة تلك المعنية بحقوق الإنسان، حيث استخدمت السعودية ورقة الضغط المالي على الأمم المتحدة لإجبارها على شطب اسمها من قائمة العار (القائمة السوداء) التي دخلت فيها السعودية أكثر من مرة وفي كل مرة يتم تصنيف السعودية كدولة مرتكبة لجرائم ضد الإنسانية أو ضد الأطفال تدفع السعودية نحو التهديد بقطع تمويلها لبرامج الأمم المتحدة ومنظماتها فتضطر المنظمة الدولية للرضوخ للرغبات السعودية.
وبمثل ما استخدمت السعودية نفوذها المالي على المنظمة الدولية لمحو سجلها الدموي في اليمن، فقد استخدمت أيضاً هذا النفوذ من أجل توظيف الأمم المتحدة ومنظماتها وحتى مبعوثيها إلى اليمن لمصلحتها وجعلهم ينحرفون بشكل كبير عن الخط المحايد الذي يفترض أن تسير عليه المنظمة الدولية عند أي نزاعات بين طرفين أو أكثر حول العالم، إذ لطالما انحاز الجانب الأممي طوال فترة الحرب على اليمن إلى الجانب السعودي وتوجيه اللوم والإدانة باستمرار تجاه الطرف اليمني المحارب والمحاصر.
مكاشفة الجناح المعزول في ما تسمى “الشرعية” التابعة للتحالف، بحقائق كان من المحرّم التحدث عنها أو كشفها للرأي العام، تأتي اليوم للتأكيد على أن هذا الجناح يحاول الانتقام من السعودية التي استخدمته طوال السنوات الماضية لتحقيق مصالحها ومكاسبها الشخصية في اليمن ثم رمت به واستبدلته بجناح آخر، ويهدف هذا الجناح من هذه المكاشفة أيضاً إلى خلق دليل على أن المملكة هي المسؤولة عن إخراج اليمن من تداعيات قرارات مجلس الأمن الدولي من الآن وصاعداً وأنها كما استخدمت أساليبها للتأثير في المنظمة الدولية ومجلس الأمن لإصدار تلك القرارات لتبرير حربها، فإنها اليوم معنية بلعب نفس الدور لإصدار قرارات جديدة تلغي القرارات السابقة.