المبعوث الأممي يكشف محور المفاوضات الحالية بين صنعاء والرياض
خاص – المساء برس|
كشف المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، عن محور المفاوضات الحالية بين صنعاء والرياض.
وقال غروندبيرغ في لقاء تلفزيوني لقناة “اليمن اليوم” رداً على سؤال مذيع القناة، عبدالسلام الشريحي، بشأن “مصير دخل ميناء الحديدة وتحويل هذا الدخل إلى جهة محايدة ومن ثم صرف الرواتب”، أكد المبعوث في هذا الشأن أن “الأمر لا يقتصر على الإيرادات من ميناء الحديدة فحسب، بل إيرادات أخرى داخل اليمن”، في إشارة واضحة تعزز ما ترد به صنعاء على حكومة التحالف التي تطالب صنعاء صرف الرواتب من إيرادات ميناء الحديدة المقتصرة فقط على الجمارك، حيث يلمح المبعوث الأممي في إجابته بأن إيرادات ميناء الحديدة ليست المصدر الرئيسي الذي من خلاله يمكن توفير مرتبات الموظفين، وأن ما قال عنها “إيرادات أخرى داخل اليمن” كان المقصود بها إيرادات النفط الخام والغاز التي كانت إيراداتها تمثل 90% من موازنة الدولة اليمنية.
وحول محور المفاوضات الحالية بين طرفي صنعاء والرياض، قال المبعوث الأممي في سياق إجابته على سؤال المذيع عن إيرادات ميناء الحديدة إن “السؤال الأوسع الذي تطرحه هو سؤال حول الإيرادات بشكل أساسي وكيفية تقاسم الإيرادات داخل اليمن في المستقبل، هذا هو السؤال الذي سيتعين على اليمنيين أنفسهم الإجابة عليه من خلال التفاوض تحت رعاية الأمم المتحدة، وهذه هي الأسئلة التي نتحاور بشأنها مع الأطراف الآن” في إشارة إلى أن ما يجري التفاوض حالياً حوله هو كيفية توزيع إيرادات اليمن بين طرفي حكومة صنعاء ذات الكثافة والأغلبية السكانية التي تساوي 70% من سكان اليمن وبين حكومة التحالف التي يتواجد في مناطق سيطرتها 30% من سكان اليمن.
وعلى الرغم من إجابة المبعوث الواضحة، إلا أنه لم يخفي حقيقة أنه لا يعلم عن كثير من التفاصيل التي يجري التفاهم حولها أو قد تم الاتفاق بشأنها بين صنعاء والرياض بصفتها هي صاحبة قرار الحكومة التابعة لها التي يرأسها رشاد العليمي، حيث قال المبعوث “لكنني أريدهم أيضاً أن يتحدثوا مع بعضهم البعض حول هذه القضايا (يقصد قضايا تقسيم الإيرادات التي يجري الاتفاق عليها حالياً بين الأطراف المتحاورة) للتأكد من أننا نستطيع إيجاد حلول مناسبة وطويلة الأجل ومستدامة وحلول عادلة بشأن هذه القضايا”.
وحقيقة الأمر أن الولايات المتحدة الأمريكية تستخدم في كثير من الأحيان المبعوث الأممي للحصول منه على معلومات حول مستوى تقدم المفاوضات بين صنعاء والرياض والتفاصيل التي تم الاتفاق عليها من تلك الأخرى التي لا تزال عالقة، وفي حال وجدت واشنطن أن أي اتفاق حول جزئية معينة لا يتناسب مع أهدافها ومصالحها غير المشروعة في اليمن فإنها تعمل على عرقلة هذا الاتفاق وتمارس الضغوط على السعودية للتراجع عن أي تفاهمات تمت بينها وبين صنعاء، ولهذا لم يكن من المستغرب أن يحرص المبعوث الأممي على أن يبدي حاجته لمعرفة حتى التفاصيل الدقيقة في التفاهمات والمباحثات الجارية بين طرفي صنعاء والرياض، محاولاً تغليف هذه الرغبة بأنه يريد التأكد من أن هذه الاتفاقات ستكون حلولاً مناسبة وطويلة الأجل ومستدامة، وهو هنا يعكس الرغبة الأمريكية في حقيقة الأمر فإذا ما وجدت واشنطن أي جزئية ليست في صالحها ذهبت لوسم هذه الاتفاقات وجزئياتها بأنها لن تمثل حلولاً مستدامة وطويلة الأجل، وهذا ما سبق أن عبر عنه كلاً من السفير الأمريكي والمبعوث الأمريكي لدى اليمن حين قال قبل أسابيع إن مسألة الرواتب في اليمن معقدة ولا يمكن حلها في الوقت الحالي ويجب ترحيلها إلى أن يتم عقد المفاوضات السياسية الشاملة بين اليمنيين ومن ثم التهديد مرة أخرى بالقول إن حل أزمة الرواتب حالياً سيؤدي لعواقب كارثية على اليمنيين.