ضربة قاصمة لـ”الحكم الذاتي” والمنظمات الحضرمية.. العليمي ينشئ لنفسه منظمة لمقاولة برنامج الإعمار
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
في الوقت الذي كانت فيه منظمات المجتمع المدني في حضرموت تنتظر أن يبدأ موسم الأنشطة والفعاليات ومشاريع المساعدات التي سينفذها برنامج إعادة الإعمار السعودي الذي يرأسه السفير السعودي محمد آل جابر، لتعمل جنباً إلى جنب مع البرنامج السعودي كمنفذ بصفة الشريك المحلي، أقدم رشاد العليمي على خطوة جريئة أقصى من خلالها كل أبناء حضرموت ومجتمعه المدني ومنظماته من تنفيذ هذه المشاريع والأنشطة.
وأقدم العليمي على إنشاء منظمة شارك في تأسيسها اثنين من أبنائه هما (فاطمة وعبدالرحمن) للاستحواذ على حصة أبناء حضرموت في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار كشريك محلي مع البرنامج السعودي برئاسة السفير آل جابر.
وتبين أن الزيارة التي قام بها العليمي إلى حضرموت كانت بغرض وضع اللبنات الأولى لإنشاء المنظمة التي أطلق عليها اسم “نعمة للأعمال الإنسانية والتنمية”، وأن ما أطلقه من وعود وتصريحات كانت مجرد دعاية إعلامية لتخدير أبناء حضرموت وحرف الرأي العام والنخبة السياسية في حضرموت عن حقيقة وهدف الزيارة التي كشفت حجم الإبداع في ابتكار الأساليب التي يعمل بها رموز نظام عفاش في استغلال السلطة لمصالحهم الشخصية وإعادة تكرار استغلال نظام 7/7 للجنوب والاستحواذ على المشاريع والأنشطة وإقصاء أبناء المحافظات الجنوبية من الحصول على حقهم في المشاركة المجتمعية الفاعلة.
كما تبين من واقع الوثيقة المسربة، وهي عبارة عن محضر وعقد تأسيس للمنظمة، أن السعودية شريكة في التآمر على أبناء حضرموت، حيث تبين أن أبرز شخصية في قيادة هذه المنظمة هو أحد أقارب رجل الأعمال السعودي من أصول حضرمية عبدالله العمودي، والذي دفع رأس مال للمنظمة بمبلغ مليون ريال، ويدعى عمر محسن العمودي، ما يعني أن العمودي هو الشخصية الممثلة للسعودية في هذه المنظمة، وهو ما يعني أيضاً أن الرياض على علم بحركة العليمي التي سيعمل من خلالها على إقصاء منظمات حضرموت من أن ينالها جانب من فتات البرنامج السعودي لإعادة الإعمار حيث سيعود هذا الفتات لصالح المنظمة التابعة للعليمي وأبنائه، في حين لن ينال منظمات حضرموت المجتمعية والمدنية أي فلس واحد من أموال إعادة الإعمار في حضرموت، وما سيحصل عليه أبناء حضرموت هو فقط أجور متدنية لمن سيتم استخدامهم كعمال توزيع للمساعدات بالأجر اليومي فيما المبالغ الكبيرة والفائدة الحقيقية ستصب في صالح نظام 7/7.
ومن المتوقع أن تعزز هذه الخطة السخط الشعبي وسخط النخبة السياسية في حضرموت تجاه العليمي الذي يتعامل مع حضرموت الجنوبية بعقلية نظام 7/7 بعد حرب صيف 1994 حيث استباح نظام عفاش جنوب اليمن وتعاطى معه هو وأركان نظامه كغنيمة حرب.
أما السعودية والتي تحاول إيهام أبناء حضرموت بأنها تريد مصلحتهم، فإن منحها للعليمي الضوء الأخضر للاستحواذ على نصيب حضرموت من حصة مقاولة وتنفيذ المشاريع أبرز مؤشر وأول دليل على نواياها الخبيثة تجاه أبناء حضرموت الذين تستغلهم فقط حالياً لدفعهم للانفصال وترغيبهم خلال الأعوام المقبلة للانضمام للسعودية وفي النهائية سيكون مصيرهم كمصير من لا تزال السعودية اليوم لا تعترف بهم كمواطنين سعوديين جنوب وشمال السعودية ممن يسميهم النظام السعودي بـ(البدون) أي بدون هوية وهؤلاء يعيشون في السعودية بدون الحقوق التي يحصل عليها بقية المواطنين.
“الحكم الذاتي” هو ما تعد به السعودية أبناء حضرموت، ولعل هذه المنظمة التي تم تأسيسها منتصف أغسطس الماضي، خلال الفترة التي كان العليمي عما قريب متواجداً فيها داخل حضرموت، تكشف حقيقة زيف هذه الوعود السعودية بتمكين المحافظات من حكمها الذاتي، إذ يتبين من خلال أسماء مؤسسي هذه المنظمة والذين من بينهم جلال فقيرة وزير الصناعة السابق بحكومة عبدربه ونجل هائل سعيد أنعم، وعدد آخر من بقايا ورموز نظام عفاش، أنهم هم من سيكونون أصحاب الحكم الذاتي ومن فوقهم السعودية وهم من سيجنون ثمار ما يسمى “الحكم الذاتي” أما أبناء حضرموت سواءً كانوا من النخبة السياسية أو مواطنين عاديين أو جهات اعتبارية كمنظمات مجتمع مدني فلن يكون لهم أي دور على الإطلاق بعد تقاسم كعكة حضرموت بين السعودية عبر آل جابر والعمودي وبقايا نظام 7/7 العفاشي بقيادة العليمي وأبنائه وشركائهم الآخرين، فيما أبناء حضرموت إن حصلوا على شيء فلن يتعدى استخدامهم كعمال بالأجر اليومي.