حاصر حصارك!
عدنان با وزير – وما يسطرون|
يحاصر تحالف العدوان أنصار الله ومحافظات الشمال، وفي المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة تحاصر حكومة الفنادق الشعب في أكل عيشه وفي أبسط الخدمات البديهية ويواصل عداد أسعار الصرف ارتفاعه المجنون، ويحاصر (الانتقالي) الحكومة العميلة في قصر (معاشيق)، فتحاصر السعودية هذا الفصيل المارق المحرك اماراتياً .. الخ، تبقى فقط جزء مفقود من محيط الدائرة لتكتمل هذه الحلقة المفرغة وتتحقق المعادلة الصفرية، وهي أن ينفد صبر الأنصار ويكفرون بأوهام السلام ويعودون الى استهداف موانئ ومطارات السعودية ومنشئاتها النفطية لتدخل السعودية معنا في لعبة الحصار والحصار المضاد.
من يحاصِر يُحاصر والبادئ أظلم، ولا يفل الحصار الا حصار مثله أو حتى أقل منه بكثير، فلن تستطيع السعودية أن تتحمل حتى 5% من حصارنا، نحن قوم ألفنا الحصار وتعايشنا معه منذ ولادتنا ، فكل حياتنا حصار في حصار، لكن السعودية وبحكم طبيعتها كدولة هشة قائمة على هيبة وإرهاب وسمعة الدولة، لن تتحمل أي حصار حتى ولو كان في أدنى درجاته، والسعودية لديها (نيوم) ولديها عقدة العظمة وهي تعيش اليوم دور الكبار صح، وترعى مفاوضات سلام في غير مكان، ولابد أن نعيدها الى المربع رقم واحد لتبحث هي عن وسطاء ورعاة سلام يخرجونها من ورطتها لتفوق من وهم العظمة وتدرك أنها علقت بنفسها في جحر الحمار.
بغير إعادة خلط الأوراق من جديد وتسخين قضيتنا لن ترواح مفاوضات السلام السلحفائية مكانها قيد أنملة ولن يلتفت لمظلوميتنا أحد، قبل أن يقتلنا العدوان صبرا هذه المرة، ويتقاتل اليمنيون فيما بينهم على حقوق بديهية كالمرتبات مثلاً، والعملة الورقية البالية والمتهالكة المستخدمة في الشمال لن تعمر الى الأبد، في ظل استمرار الوضع الحالي، وفي الجنوب لن تكف حكومة الفنادق العميلة عن طبع المزيد من عملتها المتهالكة والتي سيأتي زمن لن تساوي فيه قيمة ما طبعت عليه من حبر وورق، والجوع كافر وصبر الناس لن يطول على وعود المرتبات العرقوبية، سينفجر الشارع ويستغل الغوغاء الوضع وتعم الفوضى في ظل تحشيد وشحن خبيث يجري ليل نهار، وهذا ما تريده السعودية بالضبط ، فبعد أن يئست تماماً من جبهات القتال، تحولت للحرب الاقتصادية وهي الأخطر على الاطلاق، فالمثل الشعبي يقول: قطع الرأس ولا قطع المعاش.
تحاول السعودية بخبث ولؤم وهما من أهم سمات السياسة السعودية، ربط مماطلتها وتسويفها للسلام في اليمن مع التقارب الجاري بينها وبين إيران، لتصوير الأنصار أمام الآخرين وحتى أمام قواعدهم الشعبية أنهم بالفعل أدوات لإيران – كما كانت تزعم وتردد طوال 8 سنوات في قنواتها وأبواقها الإعلامية – وأنها باتت تمسك بقيادهم من طهران، وإيران لن تقول لليمنيين ما يجب عليهم فعله بخصوص قضيتهم، ولن تملئ عليهم أي املاءات ولا هي في وارد هذا ولن يُقبل منها حتى لو فعلت. وليس عيباً البتة ان يكون هناك تنسيق فيما بين أطراف محور المقاومة في بعض الملفات، ولكن يجب أن ندرك أن التقارب السعودي مع ايران شيء، والمراوحة القاتلة والمماطلة فيما يتعلق بالتزاماتها تجاه عدوانها على اليمن وانسحابها ورفع يدها عنه شيء آخر تماماً، فالأول لا يلغي أو حتى يؤجل الثاني بأي حال من الأحوال.
على الأنصار أن يتنبهوا لهذا الفخ الذي بات واضحاً جداً ومكشوف، وأن يكملوا ما بدأوه حتى لا تضيع إنجازاتهم المحققة وتضحياتهم الجسيمة لا سمح الله سدى ، نعم السلام خيار جميل وهو هدف وغاية كل الأطراف اليمنية الوطنية الحريصة عدى أمراء الحرب والمرتزقة الذين يترزقون من إطالة أمد الصراع ويتاجرون بمعاناة شعبنا وفي مقدمتهم حكومة الفنادق العميلة والدمية، ولكن السعودية بكل صدق وبحكم التجربة وخبرة سنة ونصف من الهدن الغير مجدية وبحسب معطيات تحركاتها في المحافظات اليمنية المحتلة وبتحليل خطابها السياسي والإعلامي، لا تريد سلام، بل تريد انفجار الوضع الداخلي بفعل المعاناة وشيوع الفوضى وانشغال اليمنيون ببعضهم.
ليس لدى صنعاء ما تخسره أكثر مما خسرته، لكن لدى السعودية الكثير لتخسره، ولقد توالت بالفعل تهديدات الأنصار على مستويات كثيرة جداً ومتفاوتة وكان آخرها تصريح السيد قائد المسيرة بأن صبر اليمنيون لن يستمر للأبد بعد حوالي سنة ونصف من مفاوضات السلام العبثية، وأنهم سيواصلون مسيرة التحرير واستعادة السيادة الكاملة على كل شبر من ارض اليمن.
وفي حين يستمر الجدل في اليمن: هل يستمر الأنصار في لعبة السلام المطاطة أم يستعيدون زمام المبادرة و(ينثرونها) في النهاية، يستمر الجدل في السعودية حول قبول البعض ما أسموه بحق ممارسة المرأة السعودية لـ(فن) الرقص حول العمود، كأخر صرعات (الانفتاح) (الثقافي) الذي يقوده تركي آل الشيخ وعرابه بن سلمان ، ومعارضة البعض الآخر باعتبار هذا قد تجاوز آخر ما تبقى لديهم من خطوط حمر ، حيث يُصنف هذا النوع من الرقص بأنه نوع من التعري الصرف، و تستنكنف عن إقامته كثير من الكازينوهات والنواد الليلة وحتى بعض علب الليل بأعتباره نشاط إباحي ساقط يستهدف فقط أثارة وتحريك الغرائز.
وبين الجدلين هنا وهناك تكمن حقيقة المفارقة بين أحوال وأوضاع اليمن المنكوب وأحوال وأوضاع المملكة الموغلة في المجون والفسوق والتحلل.