المبعوث الأمريكي يقنع السعودية بمواصلة الحرب على اليمن فهل ستتحمل تبعاتها؟!
متابعات خاصة – المساء برس|
بخلاف ما يسعى إعلام التحالف للتأكيد عليه بأنه تم تجاوز الكثير من العراقيل للوصول إلى هدنة دائمة، تمهد لعملية السلام، إلا أن هذه الإرهاصات “الإعلامية” لا تخرج عن سيناريو تحميل صنعاء تبعات فشل المفاوضات التي يتم الحديث عنها في مسقط.
ووفقا لمحللين فإن ما يؤكد ذلك هي العناوين التي عادت إلى الإعلام السعودي بالحديث عن “وساطة السعودية” في ملف اليمن، وكذلك الحديث عن أن الرحلات الأسبوعية الثلاث التي يسيرها مطار صنعاء نحو وجهة واحدة لا يسمح بغيرها، وخفض القيود عن ميناء الحديدة ، يعد تنازلات كافية، بينما بقية المطالب التي طرحتها صنعاء بما في ذلك صرف رواتب الموظفين من عائدات النفط، هي مطالب ابتزاز.
في هذا السياق اعتبر الكاتب والمحلل السياسي زكريا الشرعبي تلك العناوين انقلابا واضحا وبشكل تام على التفاهمات الأولية التي كان تم الاتفاق عليها مع صنعاء، رغم قرب انقضاء الدقائق الأخيرة من الوقت الإضافي لمرحلة خفض التصعيد. حد قوله.
وأكد الشرعبي أن هذا التغير الواضح في الموقف السعودية لجهة الانقلاب على التفاهمات، يعكس الرؤية الأمريكية الرافضة للسلام في اليمن والتي سبق أن كشفتها وثيقة البنتاغون السرية ، وتصريحات المبعوث الأمريكي ثيموتي ليندركينغ المتكررة برفض صرف رواتب الموظفين واعتبارها قضية “معقدة” ومطالب “مستحيلة ومتطرفة.
ووفقا للشرعبي فإنه وكما يبدو فإن ليندركينغ نقل تطمينات للسعودية حتى لا تذهب نحو التسليم باستحقاقات اليمنيين، وهو ما بدا في تصريحاته الإعلامية بالحديث عن تهديدات الحوثي، حيث يرفض ليندركينغ الحوار بين صنعاء والرياض لا سيما في قضية المرتبات، مقدما رؤية أن تكون هذه القضايا ضمن حوار يمني يمني ، بعد أن تكون السعودية قد حيدت نفسها من تبعات الحرب، وبينما تتفاقم معاناة المواطنين، تطرح رؤية ليندركينغ مقايضة للملف الإنساني بالملف العسكري.
ومما يؤكد رضوخ الرياض لضغوط واشنطن ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط عن الدكتور هشام الغنام المشرف العام على مركز البحوث الأمنية في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أن المشكلة الفعلية تكمن في رفض صنعاء الدخول في حوار مع الحكومة الموالية للتحالف، وأن السعودية في ذلك تدعم جهود لينديركينغ، وتتفق معه على أن عائدات النفط يجب أن تعود لليمنيين عبر صيغة متفق عليها بينهم.. فهل ستكون السعودية قادرة على تحمل تبعات عودة التصعيد، ليس هناك احتمال، وتلك مسؤوليتها كما قال قائد أنصار الله.