“حان الوقت لانتقال السعودية من مربع المعتدي إلى الصديق”.. هل تستوعب الرياض رسالة صنعاء؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كشفت صنعاء مساء أمس الجمعة عن استئناف المباحثات بينها وبين السعودية، مبدية تفاؤلها بشكل كبير لناحية التجاوب السعودي الذي أدى لـ “تحقيق مقاربات جيدة في بعض الملفات الإنسانية”، حسب ما كشفه عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم.
وبدا واضحاً من المقال الذي نشره القحوم في حسابه الرسمي على تويتر، عبارات الطمأنة التي حملت رسائل إيجابية من صنعاء لناحية السعودية، ومنها تأكيد القحوم أن “التفاؤل لا يزال قائماً وهناك مقاربات جيدة في بعض الملفات الإنسانية”، وأيضاً مكاشفته من أن “مجريات الأحداث والمفاوضات إيجابية وإن شاء الله توجد الحلول والآليات الضامنة والمستدامة في حل المرتبات وهناك تبادل للرؤى والأفكار وإن شاء الله تنجح وتصل إلى حلول تخفف معاناة الشعب اليمني”.
كما تضمن مقال عضو المكتب السياسي لأنصار الله رسائل إيجابية تجاه السعودية أكثر أهمية ومنها، الكشف عن أن السعودية لم تعد تقدم نفسها أثناء المباحثات الحالية مع صنعاء على أنها وسيط كما حاولت سابقاً تسويقه أثناء إرسالها سفيرها في زيارة معلنة إلى صنعاء في رمضان الفائت، وأن من يقدم السعودية أنها وسيط لا طرف هو الإعلام المغرض الساعي لإفشال توجهات السلام، حيث كشف القحوم قائلاً “إلى الآن ليس هناك حديث ضمن التفاهمات مع السعودية بوساطة عمانية، عن دور وسيط أم غيره، فالسعودية معنية بتنفيذ ومعالجة الملفات الإنسانية … وحل المشكلة الخارجية معها كمرحلة أولى ثم تليها مرحلة ثانية تهيئ فيها الأجواء الهادئة تحل فيها المشكلة الداخلية بالحوار اليمني اليمني … وهنا نؤكد أن دور الوسيط للسعودية هو كلام غير صحيح وغير مقبول وإنما هذا يردد في الوسائل الإعلامية المغرضة التي تسعى إلى إفشال توجهات السلام وخطواته التي بات بارقها واضح وهذا ما نشجع به السعودية لتمضي في خطوات السلام الذي يحقق الأمن والاستقرار للبلدين”.
أما الرسالتان الأبرز والأكثر طمأنة من صنعاء تجاه السعودية، فجاءتا في نهاية مقال القحوم، حيث قال في الأولى: “حان الوقت للسعودية أن تتحول إلى صانعة للسلام وبجسارة وهذا من مصلحتها ومصلحة المنطقة واليمن ولابد من مراعاة المصلحة المشتركة بين البلدين والانتقال من مربع المعتدي إلى مربع الصديق”.
فيما الثانية كشفت فيها صنعاء نظرتها ورؤيتها لما يجب أن تكون عليه السعودية في المنطقة، حيث قال القحوم “حان الوقت للنظر إلى الواقع والمتغيرات في اليمن والمنطقة والتعامل بجدية ليمن جديد مقابل سعودية جديدة في توجهاتها ووجودها السياسي والدبلوماسي الفعال والصحيح الذي يضعها في ميزان القوى الدولية الوازنة والفاعلة في الفعل السياسي والدبلوماسي وترك الأثقال والتخلص منها والعدائية المفرطة والفوبياء الغير موجودة لمحيطها العربي والإسلامي وهذا ما سيقابلها بارتياح عربي وإسلامي ودور فاعل ومرحب به وينسجم مع توجهات السعودية الجديدة في المضي لبناء العلاقات الإستراتيجية المتكافئة والطيبة مع اليمن”.
كل تلك الرسائل السابقة كانت الرسائل الأكثر طمأنة ومصارحة من صنعاء تجاه الجانب السعودي المتخوف من يمن قوي ومزدهر بقيادة حرة غير مرتهنة لأحد ولا تعادي أحداً من جيرانها، بل إن صنعاء أبدت هنا استعدادها مشاركة السعودية في دور فاعل ومنسجم مع توجهات السعودية الجديدة، فهل تستوعب الرياض هذه الرسائل وتبني عليها للتعجيل بالحل والاتفاق وتصفير المشاكل مع اليمن أم أنها ستعزف عنها وتظل مصغية لرسائل التخويف الأمريكية المبنية على أوهام ومعلومات مضللة بهدف إبقاء المنطقة في حالة اقتتال دائم وإبقاء السعودية سوقاً ضخماً لشركات السلاح الغربية؟!