الصراع السعودي الإماراتي يربك الانتقالي.. ولسان حاله: حاضرون لتنفيذ ما تتفق عليه الرياض وأبوظبي
خاص – المساء برس|
وصل المجلس الانتقالي الجنوبي إلى حالة من الارتباك والتخبط والإحراج بين أن ينفذ للإماراتيين كل ما يصدر من قبلهم من توجيهات في سياق صراع أبوظبي مع الرياض جنوب اليمن، وهو صراع متناغم، وبين أن يحافظ على ولائه للسعودية بصفتها قائدة التحالف العسكري ضد اليمن وصاحبة القرار والتصرف بالملف المالي والاقتصادي الذي تستخدمه عند الحاجة للضغط على الانتقالي كما حدث خلال آخر 15 شهراً من الآن، حين أوجعت السعودية الانتقالي بقطع مرتبات مقاتليه ومحاصرته مالياً.
حالة الارتباك هذه واضحة من خلال تعاطي المجلس مع الصراع السعودي الإماراتي والذي كان جنوب اليمن مسرح عملياته بامتياز قبل أن يتوسع إلى مناطق أخرى في المنطقة.
ويبدو أن المجلس الذي أنشأته الإمارات بعلم وموافقة السعودية أصبح يجاهر بحديثه عن حالة الارتباك الشديد في طبيعة ما يجب على الانتقالي اتخاذه والعمل به وتنفيذه وفق ما هو مرسوم له من قبل التحالف منذ النشأة، والسبب في ذلك تضارب المصالح السعودية الإماراتية وبالتالي تضارب التوجيهات التي تأتي من كل من الرياض وأبوظبي وعلى الانتقالي تنفيذها.
هذه المجاهرة من قبل الانتقالي بحالة الارتباك التي يعيشها المجلس حالياً، أتت على سبيل المثال، اليوم على لسان عضو المجلس القيادي ونائب رئيس الانتقالي، فرج البحسني والذي قال إن “قيادة الانتقالي تلتزم بخط التعاون والتنسيق مع دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات”، وهي تصريحات تأتي في ذروة محطة من محطات الصراع المتناغم بين الرياض وأبوظبي جنوب اليمن، ألا وهي التواجد في المناطق المطلة على مضيق باب المندب أقصى جنوب غرب اليمن.
يرى مراقبون سياسيون إن من الواضح أن تصريح البحسني بهذه العبارة في هذا الوقت تحديداً المقصود به أن الانتقالي جاهز لأن ينفذ كل ما تتفق عليه السعودية والإمارات وكل ما ينسقانه بينهما من سياسات جنوب اليمن، كما أن التصريح إشارة إلى أن الانتقالي لم يعد قادراً على تحمل المزيد من انهيار شعبيته التي تتآكل بشكل سريع بسبب تخبط المجلس في توجهاته التي تتقاذفها موجات الصراع السعودي الإماراتي من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال منذ العام 2017 وحتى اليوم.
إن لسان حال قيادة الانتقالي اليوم وكأنه يقول للسعودية وللإمارات: اتفقوا فيما بينكم على رأي وتوجه وسياسة واحدة ونحن حاضرون للتنفيذ، أما استمرار الوضع هكذا فهو أمر مرهق للغاية ويجعلنا في حيرة بين تنفيذ ما يأتي من أبوظبي والتمرد على الرياض وبين تنفيذ العكس تماماً.