اغتيال المسؤول الأممي في تعز يتسبب بتوتر العلاقة بين الانتقالي وجناح مؤتمر (عفاش)
خاص – المساء برس|
أفاد مصدر مقرب من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، بتوتر العلاقة بشكل كبير بين قيادة الانتقالي من جهة وقيادة جناح المؤتمر التابع للإمارات والذي يتزعمه طارق عفاش وشقيقه عمار وابن عمه أحمد علي عبدالله صالح.
وأضاف المصدر المقرب من قيادي بارز في الانتقالي في محافظة حضرموت، في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن هناك علاقة بين اغتيال مسؤول الأمم المتحدة لبرنامج الغذاء العالمي في محافظة تعز، الأردني الجنسية (مؤيدي حميدي) وبين المجلس الانتقالي الجنوبي، كاشفاً بأن هناك محاولات لأن تصل نتائج التحقيقات بشأن اغتيال مسؤول الأمم المتحدة إلى حقيقة أن “الانتقالي هو منفذ الاغتيال كرد فعل على نقل المنظمات الدولية مؤتمراً دولياً لها كان يفترض إقامته في عدن وتم نقله إلى تعز قبل أسابيع قليلة”، وأن عملية الاغتيال هي رد قاسي من الانتقالي تجاه خطوة الأمم المتحدة بنقل مؤتمر منظماتها من عدن إلى تعز بهدف عزل الانتقالي في عدن من كل الجوانب تماشياً مع السياسة السعودية.
وكشف المصدر أن الاغتيال نُفذ عن طريق جناح المؤتمر الموالي للإمارات، وأن المؤتمر هدف من هذه العملية ضرب الانتقالي بالإصلاح المسيطر على تعز من جهة وضرب الانتقالي بالتحالف السعودي الإماراتي والمجتمع الدولي ككل من جهة ثانية.
وقال المصدر إن قيادة الانتقالي وصلت لقناعة بأن من وجه ووقف خلف عملية الاغتيال كان مخططاً للعملية بشكل مدروس بهدف الإضرار بالمجلس الانتقالي بدرجة رئيسية، وأن توقيت العملية اختير بعناية كي تتجه أصابع الاتهام نحو الانتقالي مباشرة.
ولفت المصدر إلى أن عملية الاغتيال أتت بعد نقل مؤتمر للمنظمات الدولية خاص بالتعافي من عدن إلى تعز قبل بضعة أسابيع، الأمر الذي تسبب بالإحراج للمجلس الانتقالي الجنوبي أمام منظمات الأمم المتحدة ومسؤوليها الذين فهموا عملية الاغتيال بأنها رسالة ورد فعل دموي على نقل مؤتمر منظماتهم من عدن إلى تعز، مضيفاً بأن الانتقالي أدرك سريعاً هذه المؤامرة ويحاول تلافيها وحرف بوصلة الاتهام قبل أن تتجه نحو الانتقالي.
وقال المصدر إن المتابع لما حدث وربط الأحداث ببعضها البعض سيتوصل إلى قناعة بأن الانتقالي هو من نفذ عملية الاغتيال انتقاماً من نقل مؤتمر المنظمات الدولية من مناطق سيطرته إلى مناطق سيطرة الإصلاح، مضيفاً إن إعلام جناح المؤتمر كان سيبدأ بحملة إعلامية يروج من خلالها بأن الانتقالي مستاء من الأمم المتحدة ومن منظماتها العاملة في اليمن وأن المجلس اعتبر نقل مؤتمر منظمات الأمم المتحدة بشأن التعافي من عدن إلى تعز هو تآمر خارجي أممي ضده واصطفاف من هذه المنظمات مع السعودية في سياق عزل الانتقالي في عدن منفرداً وإظهاره بأنه طرف منبوذ محلياً ودولياً أيضاً، وقال المصدر إن ما عطّل الحملة الإعلامية وأفشل الخطة هو خروج قيادات سياسية وناشطين بارزين ومؤثرين في حزب الإصلاح بالسوشيال ميديا لاتهام جناح المؤتمر وتحديداً عمار عفاش بتنفيذ عملية الاغتيال لينحرف مسار الاتهام من الانتقالي ويتشتت ما بين الإصلاح وجناح المؤتمر.
وأضاف المصدر إن سبب التوتر بين الانتقالي وقيادة جناح المؤتمر التابع للإمارات هو في أن هذا الجناح ارتكب جريمة الاغتيال بهدف توجيه أصابع الاتهام نحو الانتقالي لتحقيق هدف أبعد من ذلك وهو جعل الانتقالي في نظر المجتمع الدولي والأمم المتحدة مكوناً منبوذاً وغير قابل للتعايش السلمي وغير كفؤ لأن يكون في يوم ما طرفاً حاكماً وسلطة فعلية تتعايش مع العالم وتلتزم بالاتفاقيات الدولية وأن الخيار الأنسب للمجتمع الدولي هو التعامل فقط مع جناح المؤتمر الموالي للتحالف وتمكينه من العودة للسلطة.