المبعوث السويدي لليمن: يتمتع الحوثيون باستقلالية عن إيران ولهم رؤيتهم ومشروعهم الخاص هذه فرصة يجب التقاطها سعودياً

صنعاء – المساء برس|

أكدت تصريحات جديدة للمبعوث السويدي إلى اليمن، بيتر سيمنبي، في مقابلة له على قناة “عرب نيوز” السعودية الناطقة بالإنجليزية – على موقع (يوتيوب) – عن أن إيران لا تستطيع التأثير أو التحكم بأنصار الله في اليمن وأنهم يتمتعون باستقلالية ولهم مشروعهم الخاص وأنهم بنوا قدراتهم بشكل ذاتي ولم يعودوا بحاجة لما كانوا يحصلون عليه من دعم إيراني وتعاطف من طهران كانوا يحصلون عليه حتى من قبل الحرب في اليمن.

وقال إن اهتمام بلاده والاتحاد الأوربي باليمن لا ينحصر فقط على الجانب الإنساني “بل هناك أسباب أكثر أهمية تتمثل في موقعه الجغرافي الاستراتيجي والحيوي”.

وأوضح المبعوث السويدي خلال المقابلة أن بلاده تتاجر في الشرق الأوسط كثيراً وتحصل على الكثير من امدادات الطاقة من هذه المنطقة، وأضاف “إذا نظرنا للخريطة سنجد اليمن يقع على أهم طريق للإمداد البحري هناك، وهذا شيء أصبح أكثر أهمية بالنسبة لتأمين الطاقة بعد الحرب في أوكرانيا”، لافتاً إلى أن “موقع اليمن المطل على أهم طريق تجاري لنا هو ما يجعل من الاهتمام بهذا البلد كبيراً جداً لأن إمدادات الطاقة تأتي من هذه المنطقة”.

وفيما يتعلق بالمفاوضات بين صنعاء والرياض، توقع سيمنبي أن التباطؤ في عدم تحقيق أي تقدم أو اتفاق بين صنعاء والسعودية قد يدفع “الحوثيين” إلى رفع سقف مطالبهم بدلاً من تمسكهم حالياً بتنفيذ هذه المطالب كلية بدون اجتزاء، مؤكداً أن من أسماهم بـ”الحوثيين”، في إشارة لسلطة صنعاء، أنهم “أصبحوا الآن لاعبيين أقوياء، وقد تعززوا بشكل كبير نتيجة للدعم الإيراني، ولكنهم استطاعوا أن ينموا أنفسهم ذاتياً ليصبحوا جزءاً لا غنى عنه من الحياة السياسية في اليمن، قد تكون هذه الحقائق مزعجة لبعض الأطراف، لكنني أعتقد أيضاً أن هذا الاستقلال يجب أن يكون بالنسبة للآخرين فرصة”، في إشارة إلى أن استقلالية أنصار الله عن إيران يجب أن تكون فرصة تلتقطها السعودية للتقارب مع صنعاء والوصول لحل معها وإزاحة مخاوفها تجاه اليمن.

وأكد المبعوث السويدي أن “الحوثيين يتخذون قرارتهم بأنفسهم، فهم لم يعودوا يعتمدون على الدعم العسكري الإيراني، وهذا الدعم ينخفض تدريجياً، وسينتهي تماماً إذا انتقلوا من العقلية العسكرية إلى السياسية، ويؤمنون المكاسب التي حققوها بالفعل سياسياً”، حسب تعبيره.

وحول دور الاتفاق السعودي الإيراني ومدى تأثيره على موضوع الحرب على اليمن، قال سيمنبي: صحيح أن للحوثيين رؤيتهم المستقلة ومشروعهم الخاص، لكن إيران تظل أفضل صديق وداعم لهم، ومع الاتفاق السعودي الإيراني أتوقع أن إيران قادرة على لعب دور ما لإقناع أصدقائها الحوثيين، أي أن تستخدم إيران علاقتها مع الحوثيين بشكل إيجابي من أجل تحقيق تقدم واتفاق بين صنعاء والرياض بما يقود لإطلاق عملية سياسية شاملة بمشاركة الحوثيين، لأنهم لم يكونوا مستعدين للانخراط في عملية سياسية الطرف اليمني الآخر لأسباب مختلفة منها اعتبارهم ان السعوديين خصمهم الرئيسي وليس الحكومة الشرعية في اليمن، وهذا يحتاج إلى التغيير”.

وعن أسباب تعثر عملية السلام في اليمن، قال المبعوث السويدي: نحن نشهد، في الواقع، تراجعاً عن بعض القضايا التي اعتاد الحوثيون الشكوى منها، وتتمثل في رفض استمرار الحصار الإنساني والقيود المفروضة على ميناء الحديدة، مضيفاً بالقول “مؤخراً، وضع الحوثيون عقبات أمام حرمان الحكومة الشرعية من الإيرادات من خلال الهجمات التي نفذوها في الماضي القريب نسبياً على سفن تحميل النفط في الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة المعترف بها، بالإضافة إلى الامتناع من شراء غاز الطهي من مأرب، ربما وجدوا مصدراً آخر يشترون منه الغاز، وهذا سبب آخر يجعل الحكومة تعاني من ضائقة مالية بطريقة ما، وهذا يمثل إشكالية كبيرة، متابعاً: وفي الواقع ليس الحوثيين فقط من لم يبدوا إشارات حسن نية هنا بل كلا الجانبين”.

وتجدر الإشارة إلى أن قيادات في حكومة صنعاء سبق وأن أكدت على  تمسكها بموقفها من السلام، وأنها ترفض استراتيجية التحالف في إبقاء حالة اللاسلم واللاحرب كما هي عليه، في محاولة لاستغلال عامل الوقت فقط دون الإسهام في تخفيف المعاناة الإنسانية في اليمن.

 

قد يعجبك ايضا