السعودية تعرّي أدواتها وتحمل حليفتها مسؤولية انهيار الأوضاع جنوب اليمن
خاص – المساء برس|
محاولة سعودية للهروب من المسؤولية تجاه الأوضاع في المناطق التي تسيطر عليها وتتحكم بها في جنوب اليمن الخاضع كلياً لسيطرتها.
الإرادة السياسية والاقتصادية مسلوبة لدى سلطة التحالف المتمثلة في المجلس القيادي المشكل من 8 أشخاص جميعهم عبارة عن قيادات فصائل عسكرية متناحرة فيما بينها البين بُنيت على المصلحة والارتزاق كمليشيات مستأجرة يتقاضى كل فرد فيها ما بين ألف إلى 1500 ريال سعودي شهرياً، وكل القرارات السيادية مسلوبة من هذه السلطة التي جيء بها إلى كرسي الحكم الشكلي لتكون ديكوراً بديلاً عن الديكور الذي سلفها والمتمثل بعبدربه منصور هادي، وكل تلك القرارات عسكرية واقتصادية ومالية وسياسية بيد السعودية بالدرجة الأولى وتليها الإمارات بدرجة ثانية.
الوضع الذي وصلت إليه المناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف والتي كان إعلامه وقياداته العسكريين يخدعون أبناء الجنوب بأنهم سيحولون مناطقهم إلى بلد أوروبي جديد في الجزيرة العربية، ها هو هذا الوضع وباعتراف السعوديين أنفسهم منهار بشكل شبه كلي بلا كهرباء وبعملة منهارة وأسعار مرتفعة وخدمات متوقفة ورواتب مقطوعة وموانئ معطلة.
هذا ما قاله مسؤول وأكاديمي سعودي مقرب من استخبارات الرياض، هو الدكتور أحمد القرني، والذي شن هجوماً تجاه الوضع الذي صارت إليه مناطق سيطرة التحالف، غير أن هذا الهجوم حاول فيه إخراج السعودية من المسؤولية وتحميل الأمر كله على الإمارات وأداتها الانتقالي ونواب رشاد العليمي.
القرني قال في تغريدة على تويتر، “معقول ما يحصل في جنوب اليمن، الكهرباء مقطوعة بعز الحر، صرف العملة منهار، الأسعار نار، الخدمات متوقفة، الرواتب مقطوعة، ميناء عدن يتعطل.. أين الحكومة الشرعية التي يفترض أن تبدي اهتماماً بالمناطق المحررة؟! فالحوثي بشكل عام، أظهر كفاءة أفضل منهم في المحافظات الشمالية، مالياً وخدمياً وأمنياً”.
وحمّل القرني ما يحدث في الجنوب على الإمارات قائلاً: “أين الإمارات التي قالت دعوا الجنوب لنا سنتدبر أمره؟! وأين نواب الرئيس في المجلس الرئاسي من الالتفات لجنوبهم؟! وأين الانتقالي صاحب الخطب الرنانة والوعود المؤجلة؟! إلى متى سيصبر الجنوبيين على هذا الوضع المأساوي؟! هل تنتظرون إما فوضى عارمة أو انتفاضة شعبية في الجنوب؟!”.
بشكل أو بآخر أقرت السعودية أن صنعاء هي الأجدر وصاحبة الشرعية الحقيقية في اليمن، وأنها نجحت في إدارة مناطقها ذات الكثافة السكانية التي تحوي أكثر من 70% من السكان والموارد القليلة جداً جداً مقارنة بالمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة التحالف ذات الموارد الغنية والمتوفرة والمناطق الشاسعة وعدد السكان القليل، ومع ذلك نجحت صنعاء في إدارة مناطقها وهي الخاضعة للحصار براً وبحراً وجواً، فيما المناطق المسماة “محررة” تعيش بلا كهرباء بلا خدمات بلا رواتب وبعملة منهارة وأسعار مرتفعة وانفلات أمني وفوضى في كل النواحي، وهذه هي الشرعية وهذه هي مناطقها التي يريد أتباع الرياض وأبوظبي أن يعمموا ما تعيشه من أوضاع على كل المناطق اليمنية غير الخاضعة للتحالف تحت مسمى “استعادة الشرعية”.