هل ستكون البلقان مجدداً شرارة حرب عالمية ثالثة؟ أم سينجح بوتين بجر الناتو لحرب استنزاف هناك؟
صحافة – المساء برس| تحليل: يحيى محمد الشرفي|
في التسعينيات انهارت جمهوريات يوغسلافيا وتقسمت على أسس دينية وعرقية.
سيطرت جمهورية صربيا (مسيحية سلافية) على إقليم كوسوفو (أغلبية مسلمة من أصول ألبانية).
قاد ألبان كوسوفو تمرداً مسلحاً بين عامي 97 و99 ميلادية انتهى بدخول الناتو صربيا للسيطرة على الجبل الأسود.
عام 99 وبناءً على قرار من مجلس الأمن، تم إرسال بعثة لإدارة كوسوفو تتبع الأمم المتحدة (قوات حفظ سلام من الناتو).
عام 2008 تم إعلان استقلال كوسوفو وجرى الاتفاق في بروكسل على أن تعترف صربيا بكوسوفو لكن ذلك لم يحدث.
قبل أيام: قاطع صربيو كوسوفو في الشمال انتخابات البلدية لكوسوفو ما أدى لفوز مرشح من أصول ألبانية.
الصربيون بكوسوفو رفضوا وخرجوا باحتجاجات تحولت لصدام مع القوات الأممية المدعومة من الناتو وسقط جرحى من الطرفين.
صربيا المجاورة وجهت برفع حالة التأهب القصوى لجيشها ونشره على حدود كوسوفو في خطوة تهديد باحتمال اجتياح صربيا لكوسوفو عسكرياً.
مستقبلاً في حال اجتاحت صربيا لكوسوفو فسيحدث ذلك تحت غطاء حماية الصربيين شمال كوسوفو.
سيعتبر ذلك تهديداً لألبانيا لأن بقية سكان كوسوفو هم من الأصول الألبانية، وهو ما سيدفع ألبانيا إلى التدخل عسكرياً في كوسوفو لحماية الألبان.
ألبانيا هي عضو كامل في الناتو وأي دخول لها في نزاع عسكري فإن ذلك سيجبر حلف الناتو للوقوف عسكرياً معها.
روسيا لن تسكت وستدخل للدفاع عن صربيا أهم حليف استراتيجي لها.
إذن نحن أمام مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والناتو (اول فصل من فصول الحرب العالمية الـ3).
إذا دخل الناتو في حرب في البلقان فإن جهده سيتشتت بالتأكيد وهو ما سيخفف الضغط على روسيا في أوكرانيا.
الخلاصة: أراد الناتو إغراق روسيا بحرب استنزاف في أوكرانيا، لكن.. يبدو أن بوتين هو من يستدرج الناتو لحرب استنزاف في دول البلقان.
في سراييفو إحدى مدن البلقان عام 1914 انطلقت أول رصاصة في الحرب العالمية الأولى.
فهل تكون البلقان مجدداً مطلقة الشرارة الأولى لحرب عالمية ثالثة؟ أم ستبقى مستنقع حرب استنزاف للناتو كما يريدها بوتين ؟ .
المصدر: موقع عرب جورنال.