رسالة سعودية إماراتية مشتركة: “درع الوطن خطوة من خطوات مسار الدولة الجنوبية”
خاص – المساء برس|
كشف مصدر سياسي جنوبي رفيع المستوى، عن أن هناك توافق إلى حد كبير جداً بين السعودية والإمارات على تفكيك اليمن، وفصل جنوبه عن شماله.
وقال المصدر الذي حصل على معلومات موثوقة تسربت من مكتب رشاد العليمي، إن المرجح أن يكون التوافق قد تم حتى على تقسيم الجنوب نفسه بين شرق وغرب.
وأشار المصدر السياسي الجنوبي المتواجد حالياً في العاصمة المصرية القاهرة في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن أبرز الأدلة على أن هناك توافق بين السعودية والإمارات على تفكيك اليمن هو الاتفاق على تشكيل ما تسمى “قوات درع الوطن” التي شكلتها في الظاهر السعودية وفي الباطن توافق على تشكيلها كلاً من الرياض وأبوظبي معاً.
وقال المصدر إن كلاً من الإماراتيين والسعوديين “أخبروا رشاد العليمي بعد أسابيع قليلة من تشكيل الرياض لمجلس القيادة، وبعبارات صريحة وواضحة بأن قوات درع الوطن هي خطوة من خطوات مسار دولة الجنوب” وأن عليه أن يتعامل معها على هذا الأساس، وهو ما يعني بصريح العبارة أن كلاً من الرياض وأبوظبي يمضيان نحو تفكيك اليمن غير أن الخلاف بين الطرفين على الطريقة والتوقيت وعلى حصة البلدين من الجنوب.
وأشار المصدر أن النقاط الخلافية بين الرياض وأبوظبي على حصة ونفوذ البلدين في جنوب اليمن لا تزال خلافات متشعبة وفيها العديد من نقاط تقاطع المصالح وتضاربها بين الطرفين.
ولفت المصدر إلى أن ما يحدث حالياً في الجنوب هو عبارة عن محاولات من الرياض وأبوظبي لفرض كل طرف أمراً واقعاً في الجنوب يسمح له بتمرير رؤيته على الآخر وإجباره على القبول بها، وبالتزامن مع ذلك يحاول كل طرف من جهته تقديم تطمينات للأطراف الدولية المنخرطة في الصراع جنوب اليمن بضمان مصالحها في الجنوب.
ولفت المصدر في حديثه إلى نقطة هامة، وهي أن الإمارات نشطت أكثر في خطوات فرض أمر واقع في الجنوب أكثر من السعودية، بينما الأخيرة نشطت أكثر فيما يتعلق بالترتيب والاتفاق مع الأطراف الدولية حيث ترى الرياض إن ضمان الضوء الأخضر الغربي والدولي لفرض سياستها ورؤيتها فيما يتعلق بمستقبل جنوب اليمن أكثر جدوى من الانغماس في صراع محلي مع الإمارات في الجنوب لفرض أمر واقع قد ينجح وقد لا ينجح.
المصدر الذي قال إن جزءاً من هذه المعلومات تحدث بها أحد سفراء الدول الغربية المنخرطة بقوة في الصراع في اليمن، أكد في ختام تصريحه أن هناك إجماع سعودي إماراتي أيضاً على أن الجنوب لن يكون لا للمجلس الانتقالي ولا لغيره، مؤكداً أنه حتى الإمارات ذاتها لا تريد للانتقالي السيطرة على كل شيء في الجنوب وإن وقوفها خلفه الآن في تحركاته شرقاً إنما مجرد أداة مؤقتة تمكن الإمارات من وضع يدها شرق اليمن بأدوات جنوبية فقط، وأما بالنسبة للسعودية، حسب المصدر، فإنها قد حسمت أمرها بشأن حزب الإصلاح والذي يمثل التيار اليميني في اليمن (الإخوان المسلمين) بطي صفحته نهائياً لأن المسألة بالنسبة للرياض لم تعد مصلحة أو براجماتية بل مسألة استراتيجية على مستوى السعودية ومحيطها وأن البديل السعودي عن الإصلاح في الجنوب أصبح جاهزاً، والإبقاء على الإصلاح في الوقت الحالي هو أمر مؤقت تستخدمه الرياض كأداة محلية لمناورة الإمارات كما تفعل الأخيرة مع الانتقالي والتي تناور به السعودية في الشرق مؤقتاً.