صنعاء تعلن الموقف من تحركات الانتقالي: لا قيمة لها كونها ليست نابعة من حريتهم بل بأوامر خارجية
صنعاء – المساء برس|
وصف زعيم أنصار الله، عبدالملك الحوثي، اليوم التحركات الأخيرة التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي بدءاً بضم فصيلين جنوبيين إليه وتوقيع ما أسماه “الميثاق الجنوبي” وما تلاه من تحرك نحو محافظة حضرموت شرق اليمن، وصفها بأنها “لا قيمة لها”.
وقال الحوثي في كلمة له اليوم بمناسبة ذكرى الصرخة تطرق فيها للعديد من النقاط والمحاور المتعلقة بالوضع السياسي ومستجدات الملف اليمني والمفاوضات، قال الحوثي أثناء حديثه عن التطورات في الجنوب الخاضع لسيطرة التحالف، بأنهم يتعاملون مع ما حدث هناك على أنها تحركات لا قيمة لها وأنها ليست تحركات ومواقف حرة ومسؤولة، في إشارة إلى أن الانتقالي لم يتحرك بتلك الخطوات إلا بموجب توجيهات تلقاها من التحالف الذي تقوده السعودية، وليس بحسب حريته واختياره وإرادته.
واستدل الحوثي على ذلك بتأكيد حقيقة أن كل العاملين مع التحالف السعودي الإماراتي يأتمرون بأمر أصغر ضابط مخابرات سعودي أو إماراتي لدرجة أنهم لا يستطيعون العودة إلى عدن أو مغادرتها إلا بموافقة وإذن الضابط السعودي أو الإماراتي، واصفاً طبيعة تحكم السعودية والإمارات بأدواتها مثل الشخص الذي يتحكم بمفتاح الصوت في جهاز الراديو برفعه أو خفضه متى وحسب ما يشاء وهكذا يوجه التحالف أدواته للهدوء ووقف أي تحرك تماشياً مع مصلحته هو ثم يوجهها للصراخ والتصعيد كما حدث مؤخراً كون مصلحته الآن تقتضي ذلك.
وفي إشارة إلى الانتقالي والرئاسي، أكد زعيم أنصار الله بأن من جاء به المعتدي والمحتل لا قيمة لا لتحركاته أو أصواته أو مواقفه، في إشارة إلى أنهم لا يمثلون إلا التحالف فقد ولا يمثلون أبناء الجنوب، مؤكداً أن الوضع في الجنوب هو وضع احتلال.
وفيما يتعلق بالجانب السعودي تطرق الحوثي إلى التعليق على محاولات السعودية إظهار نفسها على أنها أصبحت خارج منظومة أدوات الأمريكي في المنطقة عبر اتجاهها قليلاً نحو الشرق والتعامل مع روسيا والصين، حيث قال الحوثي إن السعودي لا يزال في الحضن الأمريكي وما حدث هو أن الأمريكي أعطى هامشاً مسموحاً به للسعودية للتعامل مع روسيا والصين وملف الطاقة، مؤكداً أن هذا الهامش أتاح للسعودية التهدئة مع إيران وسوريا والعراق ولبنان، مضيفاً “لكن فيما يخص اليمن كان هذا الهامش ضيقاً جداً”، في إشارة إلى سبب عدم مضي السعودية نحو السلام وتنفيذ استحقاقاته مثلما فعلت في باقي المنطقة التي كانت طرفاً رئيسياً فيما حدث فيها من صراع ومؤامرات.
وأضاف زعيم أنصار الله إن السعودية إذا كانت فعلاً قد خرجت من العباءة الأمريكية كما يحاول إعلامها تصوير ذلك، فعليها إثبات هذا الخروج من خلال الملف اليمني كونه معيار ومقياس صحة هذا الادعاء من عدمه، في إشارة منه إلى أن السعودية لا زالت متماهية مع الموقف الأمريكي الرافض للحل في اليمن والمصر على بقاء الوضع على حاله، إذ لم تتخذ السعودية أي خطوة حتى الآن رغم ما كانت قد التزمت به في بادئ الأمر بدءاً بإرسال وفدها إلى صنعاء وما تم بين الرياض وصنعاء من تفاهمات عدلت الرياض عنها بعد تلقيها إملاءات أمريكية مباشرة حملها مسؤولين أمريكيين كبار على رأسهم مستشار الأمن القومي الأمريكي الذي قفز إلى الرياض بعد طرق الأخيرة أبواب صنعاء.