واشنطن تملي شروطها للحل في اليمن.. لقاء بين مستشار أمنها القومي والمبعوث الأممي غروندبيرغ
خاص – المساء برس|
لا تزال واشنطن تتصرف بما يثبت بأنها طرف أصيل في الحرب على اليمن التي باتت في عامها التاسع.
فمستشار الأمن القومي الأمريكي الذي ذهب إلى الرياض خصيصاً لوقف تقدم مباحثات الرياض مع صنعاء وقطع الطريق والضغط عليها ودفعها لعدم تنفيذ ما كانت قد التزمت به من استحقاقات إنسانية تجاه صنعاء والشعب اليمني شمالاً وجنوباً كمقدمة مبدئية لاستكمال خطوات إنهاء الحرب ورفع الحصار الكامل عن اليمن والانسحاب العسكري كلياً، عاود المسؤول الأمريكي الأبرز جيك سوليفان إلى التدخل من جديد في جهود إنهاء الحرب في اليمن، في محاولة أمريكية واضحة لفرض الرؤية للحل في اليمن والقائمة على تأجيل وترحيل الحرب وترقيع الوضع في اليمن بحلول مؤقتة تسمح لواشنطن استئناف الحرب متى ما اقتضت الحاجة لذلك.
والتقى سوليفان مستشار الأمن القومي الأمريكي بالمبعوث الأممي إلى اليمن هانز غروندبيرغ، وخرج اللقاء ببيان يحتوي عبارات عامة كتلك التي يطلقها المسؤولون الأمريكيون والتي لا تبدو فيها واشنطن أنها رافضة للحل في اليمن وإنهاء الحرب والحصار نهائياً، فهي تقدم نفسها كما ورد في بيان البيت الأبيض الصادر مساء الثلاثاء أنها حريصة على السلام في اليمن وأنها داعمة لاستمرار جهود تمديد الهدنة والانتقال إلى عملية سياسية شاملة وواسعة بقيادة الأمم المتحدة، غير أن الحقيقة تحكي عكس ذلك، إذ سبق أن كشفت الصحافة الأمريكية ذاتها أن سوليفان حين زار الرياض قبل أيام بشأن اليمن حذر المسؤولين السعوديين من مواصلة الاتفاق مع صنعاء بشكل منفرد وطلب من السعوديين عدم الالتزام لصنعاء بتسليم مرتبات الموظفين من عائدات النفط اليمني والهروب من هذا الالتزام بأي مبررات وهو ما حدث فعلاً إذ بدأت الرياض تروج لهذه النقطة بمزاعم أن موضوع المرتبات معقد ويتطلب تأجيله وهو ما ترفضه صنعاء جملة وتفصيلاً.
بحد ذاته فإن لقاء مستشار الأمن القومي الأمريكي بالمبعوث الأممي إلى اليمن هو إثبات بأن واشنطن تريد فرض حل في اليمن يتماشى مع مصالحها غير المشروعة ويمكنها من ضمان ألا تقوم في اليمن حكومة وسلطة خارجة عن سيطرتها وهيمنتها والتبعية لها.