حضرموت.. ملتقى التنافس لكل من البحسني والانتقالي وبن ماضي والتميمي والفائدة للأمريكيين (تقرير)
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
بعد الإقصاء والتهميش الذي تعرض له فرج البحسني عضو المجلس القيادي من قبل خلفه محافظ حضرموت القيادي المؤتمري، مبخوت بن ماضي، وخلفه أيضاً في المنطقة العسكرية الثانية، قائد المنطقة فايز التميمي، يحاول البحسني استعادة حضوره وقوته العسكرية وتأثيره في حضرموت، بعد أن وجد نفسه فجأة مجرداً من قوته العسكرية التي ظل يستند عليها لنفوذه وحضوره على الساحة السياسية شرق اليمن وصديقاً حميماً للأمريكان الذين استغلوه طوال السنوات الماضية لتمرير مصالحهم وتهيئة الأرضية المناسبة لوجودهم العسكري.
لهذا السبب سارع البحسني إلى تأييد قرار تعيينه نائباً للزبيدي في رئاسة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً، كما بدأ بحشد قيادات الانتقالي إلى جواره لتعزيز موقفه أمام خصميه المحليين (بن ماضي والتميمي) واستعادة حضوره ونفوذه وتأثيره عسكرياً وسياسياً في المحافظة النفطية التي ظل يتربع على عرشها منذ أواخر العام 2017 حتى وقت قريب.
اليوم التقى البحسني برئيس انتقالي حضرموت اللواء سعيد أحمد المحمدي، وكان اللافت في هذا اللقاء أن رئيس انتقالي حضرموت كان مرتدياً البدلة العسكرية في مؤشر على أن الانتقالي من جهته يلوح ببدء حضوره وتحركه عسكرياً في حضرموت من جهة وتلويح من قبل البحسني نفسه تجاه خصومه المحليين (التميمي وبن ماضي) بأنه مستند لقوة عسكرية لا يستطيع المحافظ بن ماضي أو قائد المنطقة العسكرية الثانية تهميشه أو إزاحته أو محاربة نفوذه.
ويشعر البحسني أن إبعاده من منصب محافظ المحافظة وقيادة العسكرية الثانية أدى إلى إهماله وتهميشه بما في ذلك من قبل الأمريكيين أنفسهم الذين كان البحسني يوفر لهم طوال السنوات الماضية الغطاء اللازم لتحركاتهم وانتهاكهم للسيادة اليمنية داخل حضرموت حتى أصبح لهم حضور عسكري وشبه قاعدة عسكرية داخل مطار الريان في المكلا المغلق بوجه اليمنيين.
في المقابل يرى المجلس الانتقالي الجنوبي في البحسني بأنه بوابة النفاذ إلى حضرموت عسكرياً والتي ظلت عصية عليه بسبب الفيتو السعودي الذي يمنعه من التمدد نحو المحافظات الشرقية جنوب البلاد.
وكان الانتقالي قد أرسل قائد قواته الخاصة في عدن والضالع وأبين ولحج، اللواء فضل باعش إلى حضرموت عشية لقاء البحسني برئيس انتقالي حضرموت، حيث التقى باعش باللواء المحمدي بمزاعم الترتيبات لعقد اجتماعات الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي والتي قرر الزبيدي أن يتم عقدها في حضرموت في 21 مايو الجاري.
الواضح في حضرموت أن كل طرف يستخدم الآخر لمصلحته وتحقيق أهدافه الخاصة وخصوصاً البحسني الذي يستخدم الانتقالي ويستغل حاجته للتواجد في حضرموت عسكرياً من أجل استعادة حضوره وأهميته وتأثيره في حضرموت وعدم ترك المحافظة لقمة لبن ماضي والتميمي اللذين بدءا بترتيب أوضاعهما وعلاقاتهما بشكل جيد مع الأمريكيين عبر توفير ما كان يوفره لهم البحسني بل وأكثر من ذلك إذ توسع الحضور الأمريكي عسكرياً وحتى سياسياً في حضرموت أضعاف ما كان عليه هذا الحضور في عهد البحسني.
وبحسب المعلومات التي كان قد حصل عليها “المساء برس” من مصادر موثوقة فإن بن ماضي والتميمي يعكفان على مساعدة الأمريكيين في إنشاء مركز قيادة وسيطرة داخل قاعدة مطار الريان فيما يبدو أنها نواة لقاعدة عسكرية دائمة تكون منطلقاً لمهام أمريكية أوسع وأشمل ليس داخل اليمن فحسب بل على مستوى المنطقة أيضاَ خاصة أن هذه القاعدة على مقربة من المحيط الهندي، وفي هذا السياق وصلت لـ”المساء برس” معلومات أكثر خطورة لما يجري الترتيب له ومحاولة تمريره بين الأمريكيين من جهة ومحافظ حضرموت من جهة بخصوص قاعدة مطار الريان ومحيطها وما الطلب الذي وضعه الأمريكيين على طاولة بن ماضي بانتظار أن يوجد لهم تخريجة مناسبة لهذه الترتيبات التي تتجاوز إن تم القبول بها وتمريرها الخيانة والعمالة إلى ما هو أبعد من ذلك.