كيف قرأ اليمنيون نتائج المعركة الأخيرة بين الجهاد الإسلامي وكيان الاحتلال الإسرائيلي؟
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
خرج ملايين اليمنيين في أكثر من 17 محافظة يمنية على رأسها العاصمة صنعاء، في مسيرات بعنوان (ثأر الأحرار) مباركة لانتصار المقاومة الفلسطينية في مواجهتها لكيان الاحتلال الصهيوني على مدى خمسة أيام رغم فارق الإمكانات العسكرية بين الكيان وحركة الجهاد الإسلامي وبقية فصائل المقاومة.
وندد المتظاهرون بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واغتيال الكيان 6 من قادة الجهاد الإسلامي، كما باركوا للمقاومة انتصارها على الكيان في صمودها وثباتها وعدم استسلامها وفرضها لشروطها التي قبل بها الكيان مقابل وقف الهجمات الصاروخية التي فشلت القبة الحديدة في التصدي لها باعتراف الجيش الإسرائيلي بنفسه.
وجدد اليمنيون معاهدتهم للشعب الفلسطيني أن تبقى القضية الفلسطينية وتحرير المقدسات في فلسطين من الكيان الغاصب والمحتل هي القضية المركزية والرئيسية لكافة اليمنيين والتزامهم قيادة وحكومة وشعباً بأن يكونوا حاضرين ومستعدين لأي مشاركة مباشرة في الدفاع عن فلسطين ومساندة المقاومة الفلسطينية.
فشل الكيان في تفكيك فصائل المقاومة
في هذا السياق أكد المشاركون في التظاهرات التي خرجت في مختلف المحافظات التي تقع تحت سلطة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء والكلمات التي ألقيت خلالها والبيانات الصادرة عن هذه المسيرات على عدد من الحقائق التي أثبتتها هذه الجولة من المواجهات بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني، من أبرزها عدم قدرة الكيان على شق الصف الفلسطيني وهو ما تبين من خلال وحدة الفصائل الفلسطينية في المواجهة تحت قيادة الغرفة المشتركة على الرغم من أن الجهاد الإسلامي كان لها شرف قيادة هذه المعركة.
إضافة إلى ذلك وحدة الفلسطينيين في كل الساحات وعلى رأسها قطاع غزة التي أثبتت أنها حاضنة حقيقية للجهاد الإسلامي.
الفشل في شل حركة الجهاد
كما أكد اليمنيون على أن العدوان الصهيوني أثبت فشل خطته والتي كان يهدف منها إلى شل حركة الجهاد الإسلامي باغتياله لعدد من قياداتها وهو ما أثبتته الأيام التالية لعملية الاغتيال من قدرة الحركة على الرد على الكيان وإدارة المعركة بحكمة واقتدار بشكل أحدث إرباكاً لدى الكيان الصهيوني الذي كان يعتقد أن اغتيال أولئك القادة الثلاثة في بادئ الأمر بأنه سيجعل الجهاد عاجزاً عن التصرف والرد ولكنه تفاجأ بقدرة الحركة على الرد العسكري على الكيان وهو ما جعل الأخير يذهب لاغتيال المزيد من القادة ولكن بدون فائدة، حيث استمرت الحركة في الرد رغم اغتيال قاداتها بل وعملت حركة الجهاد على سد الثغرات في القيادة بكل سلاسة وترميم هرم القيادة وفي الوقت ذاته مواصلة قيادة عمليات الرد الصاروخية.
فشل الكيان في ترميم الردع
وكان من أبرز أهداف الكيان الصهيوني من عملياته الأخيرة هو كسر قدرة الردع الفلسطينية واستعادته لسمعته التي ظل يروج لها على مدى العقود الماضية بأنه الجيش الذي لا يقهر والذي تبين مدى تراجعه وفشله ومدى تصاعد قوة المقاومة الفلسطينية عسكرياً بفضل دعم إيران العسكري للمقاومة وبمشاركة دول محور المقاومة كاملة خاصة سوريا وحزب الله في لبنان، حيث أثبتت المعركة الأخيرة أن ترميم الكيان للردع قد فشلت فهو أراد أن يثبت ادعاءاته أن معركة سيف القدس التي تلقى الكيان فيها صفعات لا تنسى أنها مجرد حالة طارئة وفردية لن تتكرر وهو ما ثبت عكسه إذ تبين أن معادلة الردع تضاعفت إيجاباً لناحية المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة ككل بدليل أن الكيان لم يستطع الصمود أمام ضربات حركة الجهاد الإسلامي الصاروخية على الرغم من أن بقية فصائل المقاومة الفلسطينية لم تشترك بكامل ثقلها العسكري في هذه المعركة التي قادها بدرجة رئيسية الجهاد الإسلامي فكيف لو أن مشاركة كل الفصائل الفلسطينية كانت كتلك الفاعلية التي عملت بها خلال معركة سيف القدس؟ إذ أنه وبالتأكيد كانت النتيجة ستكون أضعاف ما انتهت به المعركة الأخيرة وهذا دليل على أن قوة الردع تتزايد لدى فصائل المقاومة الفلسطينية كلاً على حده.
دخول الحرب السيبرانية
أما النخبة السياسية اليمنية المشاركة في المظاهرات التي خرجت في المحافظات فقد لفتوا إلى نقطة هامة غفل عنها الإعلام العربية أثناء تغطيته للمعركة، وهي أن المقاومة الفلسطينية ولأول مرة استخدمت الحرب السيبرانية ضد العدو الصهيوني خلال أول يومين من المعركة إذ تمكنت المقاومة من إحداث خلل في منظومة القبة الحديدة عبر تنفيذ هجمات سيبرانية عليها ما أدى إلى عجزها عن التصدي لصواريخ المقاومة وقد اعترف جيش الكيان الصهيوني رسمياً بأن القبة الحديدة لم تسقط إلى 340 صاروخاً فقط من أصل 1099 صاروخ وهو نجاح باهر تحرزه المقاومة يكشف مدى تطور صناعتها للصواريخ بما يمكنها من تجاوز ومراوغة القبة الحديدة بموازاة الحرب السيبرانية على شبكة القبة الحديدة.
محاولة عزل الجهاد عن المقاومة
حاول الكيان الصهيوني عزل حركة الجهاد الإسلامي عن بقية المقاومة الفلسطينية من خلال الذهاب لاغتيال قيادات في الجهاد الإسلامي فقط بغرض خلق حالة الشك داخل الجهاد في أن فصيلاً آخر في المقاومة متآمر مع الكيان ضد الجهاد وهو هدف وصفه اليمنيون بأنه غبي للغاية حين يفكر الكيان بهذه الطريقة فوحدة فصائل المقاومة الفلسطينية تعززت أكثر من بعد معركة سيف القدس، والدليل على ذلك أن قيادة عمليات الرد الصاروخية تمت من داخل غرفة العمليات المشتركة التي تجمع كل فصائل المقاومة بلا استثناء إضافة إلى فشل الكيان في عزل الجهاد الإسلامي عن محيطه الفلسطيني ومحيطه داخل إطار الفصائل العسكرية للمقاومة الفلسطينية حيث كان الكيان يسعى إلى وقف أي مشاركة عسكرية لأي من فصائل المقاومة الأخرى خاصة حركة حماس إلا أنه فشل في ذلك رغم محاولاته استغلال بعض الدول للضغط على حماس وجعلها تتوقف عن المشاركة في الرد وهو ما رفضته حماس رافضة أيضاً التجاوب حتى مع الضغوط الخارجية التي مورست.