ما الذي يجب أن نعرفه عن السياسة الأمريكية العليا تجاه منطقتنا العربية.. وهل ستتغير؟

خاص – المساء برس|

بدأ التواجد الأمريكي في المنطقة العربية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، ومن بعد العام 2000 حدثت تقلبات وتغيرات في طبيعة السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط والأدنى، بعض هذه التغيرات كانت متناقضة عما جرت عليه العادة طوال العقود السبعة الماضية، من هذه التغيرات مثلاً ما حدث من تغير لافت للسياسة الأمريكية في أفغانستان وتقلبات السياسة ذاتها تجاه إيران خلال العشرة الأعوام الماضية.

تقلبات السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط والأدنى تدفع للتساؤل عما إذا كانت هذه التقلبات ستحدث أيضاً تجاه المنطقة العربية، خاصة ونحن كشعوب عربية ومع التغيرات العالمية وبدء تشكل عالم جديد متعدد الأقطاب نتساءل كيف ستتغير السياسة الأمريكية منطقتنا خصوصاً مع المتغيرات الإقليمية التي فرضت نفسها والتي تمثلت ببدء الصين وروسيا فرض حضورهما الدبلوماسي والسياسي والاقتصادي.

وعموماً لا يزال من الصعب التكهن بكيفية وما ستكون عليه السياسة الأمريكية تجاه منطقتنا العربية من الآن وصاعداً، غير أن ما يجب على كل عربي إدراكه وفهمه أن هناك 4 خطوط عريضة هي ما تحكم وتحدد مسار السياسة الأمريكية تجاه منطقتنا العربية سواءً في القرن الماضي أو من بعد العام 2000 أو حتى من بعد الحرب الغربية الروسية في أوكرانيا وبدء الحضور الصيني في المنطقة العربية كشريك اقتصادي وصديق دبلوماسي، وإدراك هذه الخطوط العريضة ومعرفتها سيجعل من الممكن وربما السهل على صانع وراسم السياسة في أي بلد عربي تحديد وتوقع ما ستؤول إليه السياسة الأمريكية تجاه منطقتنا والتي لن تخرج عن تحقيق أو المضي نحو هذه الأربعة الخطوط العريضة والتي تتمثل فيما يلي:

أولاً: قمع ومحاربة أي بلد أو شعب يحاول الخروج عن الطوق الأمريكي وعن التبعية لواشنطن والغرب عموماً ومثال على ذلك، إيران، وسوريا، واليمن مؤخراً.

ثانياً: توفير التأمين والحماية للكيان الصهيوني لاستمرار بقائه وتوسعه.

ثالثاً: دفع الأنظمة العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني وجعل الكيان المحتل هو المتسيّد في المنطقة العربية والشرق الأوسط عموماً.

رابعاً: معظم الوقود والطاقة المستخدم عالمياً يأتي من المنطقة العربية وبالتالي فإن التحكم بثروة الوقود والطاقة الموجودة في المنطقة العربية بما في ذلك التحكم بسعرها عالمياً هو هدف أمريكي لا يزال قائم حتى اليوم واستطاعت أمريكا تحويل هذه الطاقة إلى سلاح بيدها يمكن تفعيله وقتما تقتضي الحاجة الأمريكية لذلك، تجلى ذلك مع الحرب العربية الإسرائيلية عام 73م، والآن مع الحرب الروسية الغربية في أوكرانيا والحرب الأمريكية الصينية الاقتصادية.

هذه الأربعة المحاور ستبقى كما هي ولن تتغير حتى لو أصبح للصين وروسيا حضوراً قوياً في المنطقة العربية، فواشنطن سيكون كل شيء مسموح بالنسبة للصين وروسيا في المنطقة العربية إلا حين يتعلق الأمر بهذه المحاور حينها لن تسكت واشنطن وقد تدخل في حرب عسكرية ربما مع خصومها الصاعدين، ولهذا يجب ألا يأتي هذا الوقت إلا والمنطقة العربية قوية متماسكة ومستعدة لحماية شعوبها وأراضيها من دون أن تكون محسوبة على طرف من أطراف الصراع الدولي.

قد يعجبك ايضا