الصليب الأحمر يكذّب السعودية بشأن المغتربين اليمنيين الـ104 المفرج عنهم من قبلها
خاص – المساء برس|
أصرت السعودية على أن المعتقلين اليمنيين الذين أفرجت عنهم بعد يوم من اتمام صفقة تبادل الأسرى بين الرياض وأتباعها من جهة وصنعاء من جهة مقابلة، بأنهم أسرى حرب وتابعين لأنصار الله، على الرغم من أن هؤلاء المعتقلين تم اعتقالهم من داخل السعودية حيث كانوا يعملون في المملكة ضمن مئات الآلاف من المغتربين اليمنيين، وبعضهم كانوا معتقلين في السعودية من قبل العام 2015، ولم تكن الرياض ستفرض عن هؤلاء المعتقلين لولا إصرار حكومة صنعاء على إطلاق سراحهم رافضة مساومة الرياض عليهم لإدراجهم ضمن الأسرى ليتم مبادلتهم بأسرى حرب حقيقيين تابعين للتحالف.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن رئيس لجنة التفاوض المشتركة لدول التحالف للأسرى والمحتجزين قال إن “تنصل الحوثيين من الاعتراف ببعض الأسرى إجراء غير أخلاقي ولا إنساني وتخلٍ عن عناصرها ومقاتليها”.
ادعاء السعودية بأن المعتقلين المغتربين المفرج عنهم بأنهم أسرى حرب وتابعين لقوات صنعاء، سبقه تكذيب دولي من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذاتها والتي قامت بنقل المفرج عنهم بثلاث طائرات للصليب الأحمر من السعودية إلى اليمن عبر رحلتين الأولى والثانية حملتا 96 مغترباً إلى صنعاء والثالثة حملت 8 مغتربين إلى عدن، بحسب ما أكدته المستشارة الإعلامية للصليب الأحمر جيسيكا موسسان لوكالة فرانس برس الإخبارية الفرنسية أمس الثلاثاء.
وقالت المسؤولية بالصليب الأحمر الدولي إن طرف صنعاء اتفق مع السعودية على أن تفرج الأخيرة عن هؤلاء المعتقلين الـ104، وقالت موسسان إن صنعاء اشترطت أن يكون إطلاق هؤلاء المعتقلين خارج إطار صفقة تبادل الأسرى وهو ما قبلت به السعودية في نهاية الأمر وقد تم تنفيذ الإفراج بعد يوم من إتمام الطرفين صفقة تبادل الأسرى التي استمرت ثلاثة أيام.
وإذا كانت مزاعم الرياض صحيحة بأن هؤلاء المعتقلين المفرج عنهم هم أسرى حرب فلماذا لم تطلق سراحهم ضمن صفقة تبادل الأسرى وتقايضهم بأسرى تابعين للأطراف الموالية لها، كما أن عودة جزء من هؤلاء المعتقلين إلى عدن التي يسيطر عليها التحالف والحكومة الموالية له، وليس إلى صنعاء، يكشف زيف ادعاءات الرياض التي تريد منها فقط التنصل عن المسؤولية الأخلاقية ومحو وصمة العار التي تطاردها بسبب قيامها باعتقال مغتربين يمنيين من داخل أراضيها لا علاقة لهم بالحرب ومن ثم إطلاق سراحهم بناءً على طلب وإصرار من صنعاء وبدون أي مقابل.