من أعداء السعودية؟
إسحاق المساوى – وما يسطرون – المساء برس|
لو استعدنا مراحل سقوط دولة آل سعود لانتهينا إلى نتيجة مفادها بأن (العثمانيين) كانوا مصدر سقوطها، في حين أن اليمن لم تسع عبر التاريخ لإسقاط دولة آل سعود. ولو استعدنا مراحل الصراع السعودي التركي اليوم، لاتضح بجلاء أن العثمانيين الجدد يسعون لاسقاط الدولة السعودية الثالثة بأسلوب ناعم (هو الأخبث) من حملة محمد علي باشا العسكرية لاستئصال وجود الدولة السعودية الأولى.
ولعلنا مضطرون إزاء مراحل الصراع تلك بتعدد الحقب وتمدد الجغرافيا لأن نتساءل: ما طبيعة دور اليمن في حقبة الصراع السعودي العثماني؟ يجيب التاريخ إن اليمن كانت تعيش المخاطر السعودية نفسها،وتواجه العدو نفسه. فلماذا إذا بادرت السعودية بالعدوان على اليمن الذي لم يشهر ضدها سيفاً واحداً؟
لقد ظلت اليمن بحالة ردة فعل دفاعي إزاء فعل عسكري سعودي معادِ عبر التاريخ. بينما هذه التوطئة ليست من باب التحريض على شن عدوان سعودي ضد تركيا ذلك أن الوحدة الإسلامية توجهاً استراتيجياً لليمن القرآني.
اليوم لا شك أن المشروع التركي الحامل الجديد لمشروع “الخلافة الإسلامية” يعتبر مقدسات المسلمين في السعودية هدفاً استراتيجياً له. ولاشك أن مشروع الغرب بعيد المدى يهيء تركيا كبديل عن السعودية.
وبالتالي: هل العدوان على اليمن ابتداءً كان قراراً سعودياً صائباً؟ ثم هل من مصلحة السعودية الاستمرار فيه؟ لذلك لا يمكن القطع بأن تقديرات السعودية حينها أنتجت لوحدها قرار العدوان، وما يمكن القطع اليقيني به أن استمرار السعودية بالعدوان على اليمن هو استمرار بمشروع سقوطها، وما أكثر المراقبين لهذه اللحظة التاريخية، والساعين لها.
* منقول من صفحة الكاتب على تويتر.