تقرير لمجلة أمريكية: نهاية سيئة لحكومة عاشت في الفنادق بلا شرعية
ترجمة خاصة – المساء برس|
تشير التقارير إلى أن الحرب في اليمن قد تنتهي باتفاق لوقف إطلاق النار يمتد حتى نهاية عام 2023، ويبدو أن الصين لعبت دورًا مهمًا في هذا الاتفاق، بينما لم يتضمن الاتفاق وجود الولايات المتحدة أو الرئيس جو بايدن في صنع القرار.
وقالت مجلة انترسبت في تقرير لها إن تريتا بارسي، نائبة الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، صرحت أن “الصين ربما تكون قد أوفت بوعد الرئيس بايدن بإنهاء الحرب في اليمن”.
وأرجعت بارسي ذلك إلى عقود من السياسة الخارجية الأمريكية العسكرية في الشرق الأوسط، والتي سمحت للصين بالعمل كصانع سلام، في حين أن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على تقديم أي شيء يتجاوز صفقات الأسلحة والضمانات الأمنية لحلفائها.
تدعم الولايات المتحدة دائمًا المملكة العربية السعودية وتعارض بشدة الحوثيين الذين يحظون بدعم من إيران. والآن استخرجت الصين تنازلات من السعوديين التي جعلت محادثات وقف إطلاق النار ممكنة.
تقول المجلة الأمريكية “يبدو أن السعوديين يستسلمون تمامًا لمطالب الحوثيين، والتي تتضمن فتح الموانئ الرئيسية والسماح بالرحلات الجوية إلى صنعاء والسماح لليمنيين بالوصول إلى أموالهم لدفع مرتبات الموظفين وتثبيت الاقتصاد”، مضيفة إن السعودية تظهر تنازلات بما في ذلك رفع الحصار والخروج من هذه الحرب وأن الأولوية السعودية هي لحماية أراضيها من الهجوم والتفرغ للتنمية الاقتصادية في الداخل.
وأكدت المجلة أن سياسة الولايات المتحدة تجاه الصراع في اليمن كانت معادية للسلام، مما يجعل المملكة العربية السعودية تبدو أنها أكثر معقولية من واشنطن حين قررت الانسحاب والتقارب مع الشرق، وفي هذا الصدد اكدت المجلة الأمريكية على أنباء زيارة مدير المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز للسعودية الأسبوع الماضي والذي نقل لبن سلمان عن الاستياء الشديد من واشنطن لما قامت به السعودية مؤخراً من توقيع اتفاق مع إيران وخطوات للخروج من الحرب على اليمن.
أما عن مصير الأطراف المحلية التابعة للتحالف السعودي الإماراتي، قالت المجلة في تقريرها: “مع توقف السعوديين عن دعم المسلحين في حرب اليمن، لن يكون لتلك الفصائل الرديئة القدرة على القتال، على الرغم من أنه من المحتمل استمرار بعض الاشتباكات قبل التوصل إلى سلام نهائي”.
وتضيف المجلة: إن الطريقة التي تنتهي بها الحرب تؤكد أيضًا مدى عدم شرعية “حكومة” اليمن المدعومة من الولايات المتحدة في السنوات العديدة الماضية، وتضيف “في الواقع، هم مجموعة من المنفيين يعيشون في فنادق في الرياض، مدعومين بالكامل من قبل السعودية وتحت إشرافها، ولفترة من الوقت، كانت السعودية تشير إليها في خطابها الرسمي باسم “الحكومة الشرعية لليمن”، رغم أنها لم تمارس حكمًا فعليًا ولم يكن لها شرعية خارج فندقها. “الحكومة” المنفية يقودها الآن “مجلس القيادة الرئاسي”، وحتى هذا الأخير لا يعلم بما يحدث إلا عن طريق الأخبار وحين اتفقت الرياض مع الحوثيين لم تبلغهم السعودية بما يحدث إلا بعد انتهاء كل شيء وأنها جمعتهم في الرياض وأبلغتهم بقرارها إنهاء الحرب واختتام الملف اليمني”، وتعلق المجلة الأمريكية على هذه الفقرة بالقول: “كانت هذه هي النهاية السيئة للحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الولايات المتحدة”.
ونقلت عن حسن الطيب – المدير التشريعي لمنطقة الشرق الأوسط قوله: “إذا رفضت واشنطن تقاسم النفوذ الإقليمي وعرقلت عالمًا يكون للدول الأخرى فيه مصلحة راسخة في السلام، فإنها تخاطر بتعريض مصالح أمريكا الاقتصادية والأمنية للخطر وسمعتها الدولية، لقد حان الوقت الآن لتحديد أولويات الدبلوماسية وجني ثمارها ، وليس رفض أولئك الذين يدافعون عنها”.