اليمنيون يقتربون من إنهاء الحرب والتحرر من الوصاية الخارجية التي استمرت لعقود
خاص – المساء برس|
انتهت 8 أعوام من الحرب والحصار على اليمن بقيادة السعودية ومن معها ومن خلفها واشنطن، ومع ذلك لم يتحقق الهدف الرئيسي من هذا التدخل العسكري الأجنبي في اليمن.
والعقل والمنطق والمصلحة تقول بأن على الأطراف اليمنية التابعة للتحالف أن تدرك هذه الحقيقة، حقيقة أن صنعاء انتصرت وبجدارة وعلى كل المستويات مقارنة بما عانته من أوضاع داخلية وخارجية، كما على الأطراف التابعة للتحالف أن تتطلع إلى الهدنة الشاملة كخطوة أولى نحو حل شامل للأزمة في اليمن.
ولتقريب الطريق أكثر للمتشبثين بالسعودية وبالإمارات يمكن القول بأن ما يتوجب على جميع الأطراف بما في ذلك صنعاء إدراك أن أي حسابات للفوز أو الخسارة في الحرب لم تعد تنطبق على أي طرف، فما حققته صنعاء ليس انتصاراً بقدر ما هو في الأصل واجب ديني ووطني كان يفترض أن تقوم به كل الأطراف وليس صنعاء فقط، فالدفاع عن السيادة ومحاربة الغزاة والمحتلين وناهبي الثروة والكرامة ومن يحاولون انتزاع السيادة هو واجب، وقد أدى هذا الواجب بجدارة طرف صنعاء، وبالتالي فإن انتهاء الحرب سيكون مكسبًا لكافة اليمنيين، مع التأكيد على أنه يجب أن يتبع أي خطوات تمهيدية لبناء الثقة نحو عملية السلام الشامل، قناعة راسخة بأن الجلوس للاتفاق السياسي النهائي يجب أن يكون أساسه إنهاء جميع أشكال التدخل الخارجي وهدفه صياغة مستقبل يحمي حقوق اليمنيين في السيادة والحرية والاستقلال وإذا ما تحقق ذلك فإن جميع من ركبوا على دبابة ومدرعة المعتدي بغية العودة للسلطة سيخرجون رابحين وراضيين فربما ما سيجنونه من مكاسب بحرية وبكرامة واستقلال عن التبعية للخارج قد بمئات المرات ما كان سيمنحهم الأجنبي من فتات، ولكم في صنعاء وقيادتها وشعبها أبرز دليل وبرهان فهي التي رفضت التبعية للقوى الخارجية وأكدت على أهمية الحرية والاستقلال ووضعت حداً لعقود من التبعية وها هي اليوم تجني ثمار صمودها وتمسكها بمبادئها وقيمها.