8 أعوام من انتهاكات التحالف السعودي الإماراتي بحق أبناء الجنوب (تقرير)
تقرير خاص – المساء برس|
تعاني المحافظات الجنوبية في اليمن من انتهاكات متكررة وواسعة النطاق من قبل التحالف الذي تقوده السعودية. وتشير التقارير الحقوقية إلى أن هذه الانتهاكات تشمل العديد من الانتهاكات الخطيرة التي تتضمن اعتقالات تعسفية وتعذيب وقتل المدنيين، إلى جانب الدمار الواسع الذي خلفه القصف العشوائي.
وفي العام 2015، أطلق التحالف الذي تقوده السعودية حملة عسكرية في اليمن، وتم توجيه الغارات الجوية بشكل رئيسي لمناطق سيطرة حكومة صنعاء وأنصار الله وحلفائهم في شمال البلاد، إلا أن المحافظات الجنوبية في اليمن لم تسلم من الأضرار الناجمة عن هذه الحملة العسكرية، حيث تعرضت لهجمات ممنهجة ومتعمدة هدفت من خلالها السعودية إلى تعطيل البنية التحتية وجعل أبناء المحافظات الجنوبية غير قادرين على تأمين احتياجاتهم المعيشية واضطرار الآلاف منهم للعمل كجنود تابعين للتحالف السعودي للقتال نيابة عن الجيش السعودي في الحدود اليمنية السعودية، وللقتال أيضاً داخل المناطق اليمنية ضد قوات صنعاء.
وقد شهدت محافظات عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة انتهاكات متعددة من قبل التحالف بما في ذلك الغارات الجوية واستهداف المدنيين وقصف المنازل والبنى التحتية الحيوية. كما ارتفعت حالات الاختطاف والتعذيب والتعسف في الاعتقالات في هذه المناطق بشكل كبير جداً خصوصاً مع تعدد الفصائل المسلحة متعددة الولاءات والانتماءات والقائمة على العنصرية والمناطقية.
وفي أغسطس 2019، اشتدت المعارك بين القوات الموالية للحكومة التابعة للتحالف وعلى رأسها القوات المحسوبة على الإصلاح في اليمن، وبين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً الذي يسعى إلى الانفصال عن الشمال، وتسببت هذه المعارك في مقتل وجرح العديد من المدنيين ودمرت البنية التحتية للمناطق المتضررة.
وشملت الانتهاكات التي ارتكبها التحالف السعودي الإماراتي في اليمن العديد من المجالات أبرزها على سبيل المثال فرض الحصار على أبناء المحافظات الجنوبية بشكل ممنهج على الرغم من عدم وجود معارك في هذه المحافظات مع قوات صنعاء، إذ لا زالت المنافذ البرية والجوية والبحرية في هذه المناطق خاضعة لسيطرة التحالف العسكري السعودي، وسبق أن اعترف وزير النقل السابق في الحكومة الموالية للتحالف، صالح الجبواني أن اعترف بالعديد من الانتهاكات للتحالف في هذا الجانب وكيف حول التحالف ميناء عدن البحري من ميناء استراتيجي إلى ميناء مهمش.
كما حرم التحالف أبناء اليمن عموماً وأبناء الجنوب خصوصاً من الاستفادة من ثرواتهم النفطية والغازية حيث ظلت إيرادات الثروة النفطية اليمنية التي استأنف بيعها منذ منتصف العام 2016 حتى سبتمبر 2022 حكراً على القيادة السعودية التي كانت تحولها بحكم سيطرتها على الملف الاقتصادي اليمني إلى حسابات في البنك الأهلي السعودي بدلاً من السماح بتوريدها لخزينة البنك المركزي في عدن، إضافة إلى ذلك تمثل الانتهاك الأبرز للتحالف في حرمان اليمن من استئناف تصدير الغاز المسال من منشأة بلحاف بمحافظة شبوة الجنوبية التي تسيطر عليها حتى اليوم القوات الإماراتية الشريك الأبرز للسعودية في حربها على اليمن.