لماذا أقدمت السعودية لنشر تغريدات مزيفة باسم صنعاء تتضمن تعليقات على اتفاق الرياض وطهران؟

تقرير خاص – المساء برس|

انطلقت منذ مساء أمس السبت، حملة إلكترونية سعودية على مواقع التواصل الاجتماعي حاولت تلفيق تصريحات عن قيادات بحكومة صنعاء تتعلق باتفاق الرياض وطهران.

ونشرت حسابات سعودية عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن تم تغيير أسماء هذه الحسابات لأسماء شخصيات وهمية تابعة لحكومة صنعاء وأنصار الله وبعضها أسماء وهمية، نشرت تغريدات تتحدث باسم صنعاء وقياداتها على أنها صرحت بعبارات الود والتقارب مع السعودية، بعضها زعمت أن زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي قال عن السعوديين إنهم إخواننا وأن السعودية ليست السبب في الحرب على اليمن وما ارتكب فيها من مجازر وأن السبب هي أمريكا وإسرائيل.

وتداول سياسيون سعوديون هذه التغريدات والتصريحات المزيفة المنسوبة لقيادة أنصار الله وسلطة صنعاء بغرض تسويقها وترويجها.

في هذا السياق قال محللون سياسيون إن سبب إقدام الرياض على خطوة كهذه هو محاولتها جس نبض قيادة أنصار الله وزعيمها الحوثي ومعرفة موقفها من الاتفاق السعودي الإيراني الأخير الذي رعته الصين والذي قاد لإعادة العلاقات بين البلدين وفتح السفارات وتفعيل الاتفاقية الأمنية بين البلدين.

وتحاول الرياض الترويج على أن اتفاقها مع إيران هو السبب في توصلها لاتفاق مع صنعاء على الرغم من أن الاتفاق مع صنعاء أوشك على نهايته وقرب إعلانه والمباحثات غير المعلنة بين الرياض وصنعاء بشكل مباشر عبر الوسيط العماني بدأت منذ أكثر من عام ولا علاقة لتقدم هذه المباحثات وحلحلتها لملفات الخلاف بين صنعاء والرياض بالاتفاق السعودي الإيراني.

ولم يصدر من صنعاء أي موقف رسمي يعتبر الاتفاق بين السعودية وإيران بأنه خطوة تقود لوقف الحرب على اليمن، بل على العكس من ذلك فقد أعقبت صنعاء إعلان اتفاق الرياض وطهران بتصريح عن نائب وزير خارجيتها حسين العزي أكد فيه على أن الحل في اليمن يكون بقبول الرياض بما تطرحه صنعاء من اشتراطات ومطالب تتعلق بالجانب العسكري والإنساني والاقتصادي وأن تلك الشروط هي ستبقى ذاتها مطالب صنعاء مقابل تمديد الهدنة وعدم استهداف الرياض ومنشآتها بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.

وكانت الرياض قد حاولت مراراً وتكراراً أن تطلب من إيران الضغط على صنعاء، إلا أن طهران أكدت للسعوديين عدم وجود أي تحكم إيراني على قرار صنعاء، وما لم تستطع الرياض الحصول عليه من طهران أثناء خلافها معها لن تستطيع الحصول عليه أيضاً وقد طبعت العلاقات معها وهو ما يعني أن أي توافق بين صنعاء والرياض مستقبلاً لن يكون له علاقة قوية بالاتفاق السعودي الإماراتي وفق ما يؤكده سياسيون يمنيون بما في ذلك النخب السياسية الموالية للتحالف السعودي الإماراتي.

قد يعجبك ايضا