استفزازات واشنطن تخدم صنعاء.. اليمن يتحد تحت مطالب وتحذيرات زعيم أنصار الله.. الرحيل أو الثورة المسلحة
تقرير خاص – المساء برس|
توافقت مطالب قيادة صنعاء الثورية بقيادة زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي في آخر كلمتين له، مع المطالبات التي بدأت تتصاعد من الجنوب من قوى متواجدة على الأرض بشأن الوجود العسكري الغربي في محافظة المهرة وبقية المناطق اليمنية الأخرى التي تتواجد فيها قوات أجنبية سواءً أمريكية أو سعودية أو إماراتية.
الاستفزازات الأمريكية العسكرية في اليمن وانتهاك واشنطن للسيادة الوطنية في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن جاءت كتأكيد وتأييد لتعزيز المطالب التي صدرت من قيادة صنعاء الثورية برحيل كافة قوات الاحتلال من كافة الأراضي اليمنية، فما يحدث في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف لم يعد مقبولاً لا شمالاً ولا جنوباً على المستوى الشعبي والنخبوي.
الحراك الجنوبي يصطف مع صنعاء
لم تعد صنعاء وحدها من ترفع شعار الرحيل أو الثورة المسلحة لطرد الاحتلال، فهذا الحراك الجنوبي الذي يمثله مجلس الحراك الثوري الجنوبي بقيادة رئيس مكتبه السياسي مدرم أبو سراج والذي يتخذ من المهرة مقراً له بعد مضايقة قياداته ومطاردتها ومحاولة تصفيتها في عدن من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي مدفوعاً من التحالف، يؤكد في بيان له أن ما تتعرض له السيادة الوطنية للجنوب من انتهاك سافر من خلال ما قام به السفير الأمريكي وقائد الأسطول الأمريكي خامس من زيارة لمطار الغيضة وإجراء لقاءات في المطار المنزوع السيادة هو الآخر والخاضع لسيطرة وإدارة عسكرية سعودية.
الحراك الثوري اعتبر ما يحدث بأنه انتهاك خطير للسيادة الوطنية وتهديد للأمن القومي وتحويل لمطار الغيضة إلى أرض سعودية تم اغتصابها، مرجئاً السبب إلى ترهل القرار الوطني وتآمر القيادات التي تم تصعيدها والمجيء بها سعودياً إلى السلطة مع ما يحدث من انتهاكات سافرة وتقاسم غير مسبوق وتكالب للقوى الإقليمية والدولية التي توزع فيما بينها حصص النهب للثروات والموارد والمقدرات والمواقع الاستراتيجية الحيوية والجزر والموانئ.
استفزازات
لم يقتصر الاستفزاز الأمريكي بانتهاكه للسيادة اليمنية على اقتحام المهرة بهذه الطريقة وكأنها مقاطعة أمريكية، بل تجاوز الأمر إلى الشروع بإجراءات على الأرض تمثلت بسلب السيادة اليمنية على المهام الأمنية في المناطق الساحلية للمهرة والتي تسلمتها قيادة القوات الأمريكية في البحرين بشكل مباشر، إضافة إلى طرد صيادين من أبناء المهرة من مناطق بالمياه اليمنية قبالة المهرة كانوا يصطادون فيها بذرائع أمنية غرضها التغطية على تحركات الأمريكيين في المهرة والسيطرة على المياه الإقليمية اليمنية قبالة المهرة، وتحويل مطار الغيضة إلى قاعدة عسكرية سعودية تُرفع فيها صور ملوك السعودية وكأن أرض المطار أصبحت قطعة من الأراضي السعودية.
يرى مراقبون كما النخب الجنوبية إن لا مجال أمام الاستفزازات التي تحدث من قبل الأمريكان في المهرة سوى بالمواجهة المسلحة والثورة التي تطرد المحتل الأجنبي بلا رجعة، وهذا ما يؤكده الناطق باسم مجلس الحراك الثوري الجنوبي، الدكتور محمد النعماني والذي قال في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر إن “الجنوب محتل وعلينا تحرير الجنوب من المحتل الإماراتي السعودي”، مضيفاً أن التحالف يعمل على ضرب أي قوة جنوبية بما فيها الانتقالي.
المهرة تتأهب
وفي بيان تحذيري للجنة الاعتصام السلمي بالمهرة المطالبة برحيل كافة القوات الأجنبية من المحافظة، حمل متحدث الاعتصام، علي مبارك بن محامد، رئيس ما أسماه “مجلس الرياض الرئاسي رشاد العليمي”، حمله المسؤولية الكاملة لانتهاك السيادة الوطنية.
اعتصام المهرة اعتبر أن وصول قائد الأسطول الأمريكي الخامس الجنرال براد كوبر والسفير الأمريكي لدى اليمن ستيفن فاجن للمهرة، جاء بعد فشل المشروع السعودي بالمحافظة، مؤكداً أن هذه الزيارة المنتهكة للسيادة الوطنية هي تأكيد لكل التحذيرات التي أطلقتها لجنة اعتصام المهرة “حول خطورة انتهاك السيادة وشرعنة الاحتلال”.
وأكدت لجنة الاعتصام أن “فشل السعودية في المهرة جعلها تبحث عن غطاء دولي داعم لها عبر استعانتها بالقوات الأمريكية”.
في المحصلة نجد أن الانتهاك السافر للسيادة الوطنية اليمنية من قبل الأمريكيين والسعوديين والإماراتيين سبب وحدة في الموقف بين صنعاء والجنوب بمكوناته الحرة الرافضة للاحتلال والوصاية الخارجية على أي جزء من اليمن، وهو ما يقرب المسافة بين الأطراف اليمنية التي بدأت تتخذ من رحيل القوات الأجنبية من اليمن مطلباً رئيسياً شعاراً لها وأن لا خيار أمام المحتل سوى الرحيل أو الاستعداد لمواجهة ثورة مسلحة شعبية بقيادة موحدة يجمعها ثابت وطني وهو الحفاظ على السيادة الوطنية والعمل على طرد أي محتل.