فشل الوساطة العمانية؟!والعواقب الكارثية التي تنتظر السعودية والإمارات
خاص – المساء برس|
أكد مراقبون أن سلطات مجلس صنعاء السياسي تتحلى بأعلى درجات ضبط النفس وإتاحة المجال للوساطة العمانية الساعية لتجديد الهدنة والتمهيد لوقف الحرب بحل شامل، على الرغم من أن الجيش السعودي ارتكب خلال شهري يناير وفبراير فقط، جرائم وحشية ضحيتها 149 مواطنا بين قتيل وجريح في مديريات صعدة الحدودية مع السعودية.
وفي نفس الوقت أكد المراقبون أنه وبقدر تحمل صنعاء لهذا الصلف والوحشية السعودية التي يستحيل أن يتم في ظلها الحديث عن مفاوضات أو مناقشة حلول لتجديد الهدنة ناهيك عن إيجاد حل شامل، فإن صنعاء أثبتت بتقبلها الوساطة والتفاوض المتزامن مع جرائم السعودية بحق أبناء اليمن، صدق النوايا وحرصها على وقف الحرب، والعكس تماما يصدق على السعودية التي كشفت جرائمها خلال الشهرين السابقين أنها تسعى لكسب الوقت فقط، لعل الوضع الاقتصادي والضغوطات في هذا الجانب على صنعاء يسعفها ويوجد متغيرات تخدم السعودية ومخططاتها.
المراقبون أكدوا أيضا أن صنعاء لن تستمر في التعاطي مع السعودية على هذا المنوال، وهو ما قاله قائد أنصار الله عبدالملك الحوثي في أكثر من خطاب مؤخرا، وهو ما أكد القادة السياسيين والعسكريين عليه، ما يعني أن صنعاء فيما لو قررت الخروج من دائرة الأخذ والجذب الغير مجدية، وأطلقت عنان قواتها الصاروخية والمسيرة، نحو الأهداف السعودية والإماراتية الاستراتيجية فلن تتوقف تلك الضربات بطلب من وساطة عمانية أو أي وساطة أخرى مهما كانت، وإن التوقف لضرب تلك الأهداف لن يكون إلا بعد أن يكون الأثر كارثيا على اقتصاد الدولتين، والعالم، الذي سيتحرك جاثما على ركبتيه، لوقف الضربات اليمنية.
المراقبون اشاروا إلى لقاء رئيس وفد صنعاء التفاوضي بالممثل الخاص لرئيس روسيا للشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف في السفارة الروسية بمسقط، وإلى الزيارة التي سارع إليها سفير السعودية محمد آل جابر لموسكو ،عقب لقاء محمد عبدالسلام بممثل بوتين مباشرة، وهو ما يوحي بأن الوساطة العمانية قد لا تستطيع تحمل ملف الوساطة في القضية اليمنية أكثر من ذلك مع نكوص السعودية ومماطلتها في تنفيذ مطالب صنعاء التي قبلت بها أكثر من مرة وفي آخر لحظة يتدخل المبعوث الأمريكي الخاص باليمن لإفشال الاتفاق ومنع السعودية من التوقيع رسميا والإعلان عن توافق مع سلطات صعاء.
ويرى مراقبون أن التصعيد السعودي في استهداف المناطق اليمنية الحدودية في صعدة يأتي كضغط سعودي على صنعاء للقبول بمنطقة عازلة في الأراضي اليمنية وإخلاء تلك القرى والمديريات من ساكنيها، وهي أحد النقاط التي ترفضها صنعاء جملة وتفصيلا وهي أحد نقاط الخلاف الجوهرية بين صنعاء والرياض، وفقا للمراقبين.