بين مشكك ورافض.. تباينات ردود أفعال نخب جنوبية حول بيان العليمي

خاص – المساء برس|

تباينت ردود أفعال نخب سياسية وإعلامية وعسكرية جنوبية تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم الجنوبي، حول صدق نوايا العليمي فيما ما ورد في بيانه الأخير عن القضية الجنوبية، بين من شكك في نية العليمي في تنفيذ ما ورد في البيان، ومن رفض البيان جملة وتفصيلًا ورفع سقف المطالب.

القيادي في الانتقالي، نصر هرهرة، وصف تراجع العليمي باللف والدوران.

وأوضح هرهرة، في تصريحات صحافية، أن “الرد أخفى المضمون وهو إنتاج إطار خاص للقضية الجنوبية في مفاوضات وقف الحرب وحلها في عملية السلام الشامل”.

بيان العليمي -الذي جاء لامتصاص حالة الغليان و والتخفيف من التوترات والتصعيد الكبير الذي أعلنه الانتقالي على خلفية تصريحاته -الجمعة الماضية- في حواره مع صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية الذي أكد فيها ترحيل القضية الجنوبية إلى أجل غير مسمى- رغم أنه حمل توضيحات إيجابية متمثلة بالتمسك بمرجعيات المرحلة الانتقالي واتفاق ومشاورات الرياض وتأكيد محورية قضية الجنوب ضمن مفاوضات وقف الحرب وعملية السلام وغيرها، إلا أنه حمل – وفق الصحافي الجنوبي الموالي للانتقالي – إياد قاسم، مفخخات لغوية تعبر عن الذهنية “الشمالية” في نهاية المطاف، حد قوله.

يضيف قاسم، في سلسلة تغريدات على حسابه بتويتر، أن البيان اعتبر أن القضية الجنوبية جزءًا من القضية الوطنية، مقتبسًا من بيان العليمي جملة “في قلب القضية الوطنية الأوسع نطاقًا” (مفهوم الفرع والأصل)، لافتًا إلى أن البيان تحدث عن ضرورة “تمثيل” قضية الجنوب في مفاوضات وقف الحرب، ولم يتحدث على ما نصت عليه مشاورات الرياض في ضرورة “وضع إطار تفاوضي لها”.

كما لم يخلُ بيان العليمي من السخرية، وفق قاسم، عندما استخدم لفظة “أحلام” وتطلعات شعبنا في الجنوب، الذي اعتبره مصطلح أجوف ويحمل سخرية مبطنة، مشيرًا إلى أن البيان “كالعادة حاول تحميل مسؤولية زلات العليمي لوسائل الإعلام، وتحميل إخفاقات السياسيين للسلطة الرابعة”.

وخلص الصحافي الجنوبي، إلى أن “البيان لا يمكن الثقة به مطلقا إذا لم تتبعه قرارات عملية تشمل: – إطلاق رواتب القوات الجنوبية – تغيير شكل الحكومة بنسبة ٧٥ % للجنوب و ٢٥ % للشمال – تشكيل فريق مفاوضات مشترك – تمكين الحضارم من وادي حضرموت.

وذهب الصحافي الجنوبي، عبدالقادر أبو الليم، إلى أنه لا يمكن إثبات صدق نوايا العليمي في بيانه وإعادة بناء جسور الثقة، إلا بـ”إعلان تشكيل وفد التفاوض الخاص بالقضية الجنوبية”.

رئيس ما يسمى برلمان الجنوب، الدكتور عبدالرحمن الوالي، في تعليقه على البيان، نبّه الجنوبيين “من العليمي ومن معه، مؤكدًا أنهم يواصلون حرب 94″، بعد تعقيبه على نقاط البيان التي أشار إلى تعمد إطالتها بهدف إضاعة الحقائق وتسويق التضليل.

وأشار الوالي، في تغريدة على حسابه بتويتر، إلى أن البيان ما زال مهمشًا لقضية الجنوب، إضافة إلى حمله تهديدًا مبطنًا للقوات والمقاومة الجنوبية، فضلًا عن اتهامه للإعلام الشعبي الجنوبي بأنه غير محايد.

واثق الحسني، الإعلامي الجنوبي الموالي للانتقالي، رفض البيان جملة وتفصيلًا، مؤكدًا أنهم سئموا من البيانات التي وصفها بـ”التوريضية” ما لم يتم ترجمتها على أرض الواقع.
وأكد الحسني بأن التصعيد لن يتوقف طالما أن العليمي لا يريد الذهاب “لتحرير الشمال من الحوثي ولا يريد حظر جماعة الإصلاح الإخوانية ولا يريد مواجهة تنظيم القاعدة ولا يريد مواجهة الأزمات المفتعلة التي تفتك بأبناء الجنوب”.
ولم يبتعد الصحافي الجنوبي محمد النود، عمّن سبقوه، معتبرًا أن الأمر الوحيد الذي سيترجم كل ما جاء في بيان مكتب العليمي بشكل حقيقي هي نقطتان:
الأولى: إعلان تشكيل وفد تفاوض منفصل خاص بالقضية الجنوبية لإثبات صدق النوايا، والثانية: خروج قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي حضرموت، ويختم: وإذا لم يتم ذلك فهي سياسة حذلقة وفهلوة سياسية”، في إشارة إلى محاولة العليمي امتصاص الغضب الواسع الناتج عن تصريحاته في “الشرق الأوسط” بهذه التصريحات غير الجدية.
أما رئيس انتقالي الضالع ورئيس عمليات محور الضالع العسكري العميد ركن عبدالله مهدي، فقد دعا إلى فض الشراكة وإعلان حكومة حرب جنوبية وتطهير البؤر التي تتواجد فيها القوات الشمالية بمكيراس ووادي حضرموت والمهرة، وهو ما يشير إلى استمرار المجلس المدعوم إماراتيًا في التصعيد ورفض ما ورد في البيان.

قد يعجبك ايضا