الانتقالي.. شركة أمنية من قيادة الإمارات إلى قيادة السعودية.. تفاصيل البيعة الثانية
خاص – المساء برس| تقرير: يحيى محمد الشرفي|
كل شيء كان مخططاً ومدروساً، باع الانتقالي قضيته بثمن بخس واستسلم قادة المثلث لرغبات السعودية وأوامرها وهم الذي كانوا يهددون ويرعدون بأنهم سيقلبون الطاولة وسيفعلون ويفعلون ويفعلون.. وفي النهاية لم يفعلوا إلا ما وجهت به السعودية.
الانتقالي يبيع الجنوب بفتات الريالات السعودية
بعد حملة كبيرة من ناشطي الانتقالي وقياداته وحتى إعلامه الرسمي ضد السعودية ونشر غسيل الرياض من قبل إعلام الانتقالي وكشف اعترافات وتسريبات فضحت حقيقة تعامل التحالف مع المكونات اليمنية التابعة له، فجأة وبدون سابق إنذار يطبق الصمت على أفواه وأبواق الانتقالي ويستسلم القادة المتعنترين لتوجيهات الرياض التي أصدرها ضابط صغير في عدن، وبعدها بأيام قليلة فقط يبدأ إعلاميو الانتقال بالهجرة من عدن إلى القاهرة للانتقال للعيش فيها، إضافة لإخراج قيادات الانتقالي لأموالهم المكدسة في عدن ونقلها إلى المكلا، وأكثر الاعتقاد أن تكون هذه الأموال هي ثمن شراء ولائهم لصالح السعودية بدلاً من الإمارات.
كان من المتوقع أن يبيع الانتقالي قضيته ويستسلم للأوامر الصادرة من الرياض بهذه السهولة، كيف لا وهو المكون اليمني الوحيد التابع للتحالف الذي قال رئيسه في قناة سعودية متفاخراً “أقول لسيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بأن الانتقالي وكل الجنوب رهن إشارته أينما يريد أن يضرب بنا، يضرب في البر في البحر في اليمن في الداخل أو خارج اليمن”.
الإمارات تسلم الانتقالي للسعودية
حتى الإمارات التي كان يستند لها الانتقالي صنيعتها، تخلت عنه وتركته فريسة سهلة للسعودية، فزيارة السفير الإماراتي لدى اليمن إلى عدن واختيار هذه المدينة تحديداً لتقديم أوراق اعتماده كسفير للإمارات في دولة الجمهورية اليمنية الموحدة، لم تكن اعتباطاً، إذ كان بالإمكان للإمارات أن تدفع بسفيرها إلى الرياض للقاء قادة سلطة العليمي وتقديم أوراق اعتماده هناك كما حدث مع كل السفراء السابقين الذين تم تعيينهم في ظل سنوات الحرب، غير أن اختيار الإمارات لعدن كانت رسالة واضحة للانتقالي بأن عليهم القبول بما تمليه عليهم السعودية.
بالمختصر قالت الإمارات للانتقالي من خلال هذه الزيارة بأنها مع الوحدة ومع رشاد العليمي وطارق صالح وبقية آل عفاش، وهي بهذا تؤكد على حقيقة أن الإمارات صنعت الانتقالي واستخدمته للقيام بدور محدد وهو أن يكون جسر العبور لعودة نظام عفاش للسلطة في الجنوب من جديد وأن الإمارات إنما تعاملت مع الانتقالي واعتبرته كشركة أمنية مدفوعة الأجر من قبل محمد بن زايد وعندما اختلفت الاستراتيجيات لدى الرياض وأبوظبي سلمت الأخيرة إدارتها وسيطرتها على المجلس الانتقالي لشريكتها الرياض.
لقاء سفير أبوظبي السري بقيادات الانتقالي
قبل يوم من تسليم السفير أوراق اعتماده، كان له لقاء غير معلن مع قيادات الانتقالي في أحد فنادق خور مكسر بحسب مصادر خاصة تحدثت بشكل حصري لـ”المساء برس”، قالت المصادر أن “اللقاء كان مع قيادة الانتقالي العسكرية والأمنية والسياسية الموجودة في عدن”، وأضافت “أمر السفير الإماراتي هذه القيادات تسليم قوات درع الوطن التي شكلتها السعودية عدة معسكرات داخل عدن منها النصر وبدر وجبل حديد والصولبان ومكافحة الإرهاب والتدخل السريع وحراسة المنشآت، وقصر معاشيق بالكامل والمطار والوزارات وميناء الزيت”، أما بالنسبة للنقاط الأمنية في عدن فقد أبلغت قيادات الانتقالي أن أمرها محسوم بتوزيعها بين قوات درع الوطن والقوات التي تم تدريبها في ظهران الجنوب في 2020 والذين تم تجنيدهم من أبناء عدن.
خروج قيادات محددة من عدن
حسب المصادر فإن السفير الإماراتي أبلغ قادة الانتقالي حرفياً بأن عليهم إقناع كلاً من شلال شايع ويسران المقطري وصالح السيد بالخروج من عدن للمنفى، وأن السفير أصر على قادة الانتقالي تنفيذ هذا المطلب لأن السعودية هي من طلبت مغادرة ثلاثة من قادة الانتقالي وأن أمر مغادرتهم للمنفى قد صدر وانتهى الأمر ولم يبقَ سوى التنفيذ.
إضافة إلى القادة الثلاثة السابقين تم إبلاغ القادة المجتمعين مع سفير أبوظبي أن هناك أربعة قادة آخرين سيتم إصدار أوامر من قبل السعودية بمغادرتهم للمنفى.
لجنة لإخضاع الضباط بالصوت والصورة
للتأكيد على التزام القوات التابعة للانتقالي بما تم الاتفاق عليه بين السعودية والإمارات، كشفت المصادر أن لجنة من التحالف نزلت على رأس اللجنة العسكرية والأمنية التابعة للعليمي أثناء وجود السفير الإماراتي في عدن، إلى معسكرات الانتقالي وتحديداً إلى المعسكرات التي استطاعت السعودية شراء ولاء قياداتها.
بحسب المصادر فإن مهمة اللجنة هي أخذ بصمة وتصوير أفراد هذه المعسكرات وضباطها وهم يرتدون البدلات العسكرية وعليها علم الوحدة وشعار الطير الجمهوري للجمهورية اليمنية، ويبدو أن شرط السعودية لاستئناف صرف مرتبات مجندي الانتقالي المنقطعة منذ عدة أشهر هو خضوعهم للجنة العسكرية والأمنية التابعة للعليمي وخروجهم من تبعيتهم للانتقالي إلى تبعيتهم للعليمي وللسعودية.