منطاد هواء يكشف الخواء الأمريكي وازدواجية معاييره
تقرير – هاشم الدرة- المساء برس|
استنفر البيت الأبيض بسبب منطاد صيني أكدت الأخيرة أنه مدني خاص بالطقس، انحرف عن مساره ووصل للأجواء الأمريكية، بيد أن نرجسية الأمريكي، تأبى إلا أن تصدق ما تزعم بأن ذلك المنطاد تجسسي، وأيا كانت المبررات الأمريكية والردود الصينية فليس في الوراد الدفاع عن الصين، فالحادثة كشفت جانبا من السياسة الأمريكية وازدواجية معاييرها.
فمنطاد من الهواء، يشكل انتهاكا للسيادة وقلقا على الأمن القومي الأمريكي، فيما لم تسلم دولة في هذا العالم من الشر الأمريكي.. العالم الذي انفضح امره بانشغاله بمنطاد هوائي، خصصت من أجله القنوات والفضاءات الإعلامية، مستحضرة التاريخ والجغرافيا، والإسهاب في الحديث عن اللاشيء، فيما يغفل هذا العالم عن جرائم الأمريكي في كل بقعة حل ويحل فيها.
الأمريكي الذي استنكر دخول منطاد الصين إلى أجواءه مستنفرا قواته الجوية لإسقاطه، نسي أنه احتل العراق وأفغانستان، والصومال، وأحرق الأخضر واليابس في فيتنام ودمر سوريا ولبنان واليمن، وقتل ملايين المدنيين في مختلف أنحاء العالم، دون أن يرجف له جفن، ودون أن ينبس العالم المنافق ببنت شفه.
فالمنطاد الصيني لم يحمل قنابل نووية ضربت اليابان وقتلت مئات الآلاف في طرفة عين، بل إنه الأمريكي ومن ورائه المجتمع الدولي الصامت الذي تحركه الصهيونية العالمية، التي يرتكب جيشها في الأراضي المحتلة الفلسطينية مجازر يومية بحق الفلسطينيين، دون أن يلتفت المجتمع الدولي المنافق لذلك.
يرى الأمريكي في منطاد الصين خطرا عليه، بينما لا يرى في القنابل العنقودية والصواريخ المدمرة التي ألقتها وما تزال تلقيها طائراته على كل سهل وجبل وصحراء وجزيرة في اليمن، وقتلت مئات الآلاف من المدنيين وإن كان ذلك تحت غطاء السعودي.
هذه هي الازدواجية في معايير الأمريكي وهذه هي إنسانيته وحقوق الإنسان التي يدعيها، لهذا لم تكن تسميته بالشيطان الأكبر عبثا، بل إنها حقيقة مؤكدة، وما يزال الأمريكي يؤكدها يوما بعد يوم.