صنعاء تنتصر لشروطها والرياض تقبل بمطالبها
صنعاء – المساء برس|
يشير التقارب بين صنعاء والرياض الذي لم يسبق أن حدث منذ بدء الحرب التي قادتها السعودية طوال 8 سنوات على اليمن، إلى أن الرياض تبدي مرونة أكثر من ذي قبل فيما يتعلق بشروط صنعاء التي طرحتها الأخيرة مقابل تمديد أكثر للهدنة المتفق عليها نهاية مارس العام الماضية وبدأ العمل بها منذ 2 أبريل 2022.
يرى مراقبون إن مرونة الرياض تجاه شروط صنعاء المتعلقة بالجانب الإنساني، هي بمثابة قبول الرياض بهذه الشروط.
حتى أن وسائل إعلام موالية للتحالف السعودي تابعة للأطراف اليمنية التابعة للتحالف، وصفت التقارب السعودي مع صنعاء بأن الرياض رضخت لشروط “الحوثيين” بحسب ما جاء في تقرير لقناة بلقيس التابعة للإصلاح أبرز المكونات التابعة للتحالف.
شروط صنعاء لم تكن سياسية وتهدف لتحقيق مكاسب شخصية لحركة أنصار الله، بل تمثلت في استحقاقات كان يفترض ألا يستخدمها التحالف كأداة حرب ضد صنعاء التي تعذر على الرياض كسرها عسكرياً طوال السنوات الماضية رغم الفارق الكبير في القدرات العسكرية واللوجستية والاستخبارية والغطاء الدولي والدعم الخارجي اللامحدود.
كان من أبرز شروط صنعاء، وقف نهب الثروة النفطية اليمنية، وتخصيص عائدات ما يباع من نفط خام لصالح صرف مرتبات الموظفين الحكوميين في كل المحافظات اليمنية شمالاً وجنوباً، إضافة لرفع الحظر عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، حيث استخدم التحالف الحصار ورقة حرب ضد اليمنيين كافة.
وكان من الواضح أن فرض القوة أتت ثمارها مع التحالف السعودي التي لا يعترف إلا بالأقوى، فهزيمتها العسكرية وفشلها في صد هجمات صنعاء على منشآتها الحيوية المغذية لحربها على اليمن كان السبب في اضطرارها للقبول بشروط صنعاء لأن أي رفض سيكون ثمنه غالياً وربما أغلى مما قد دفعته السعودية سابقاً طوال السنوات الماضية.