هل تغلق صنعاء قناة السويس ردا على خطوات مصرية في باب المندب؟! وزير دفاع صنعاء يحذر: لدينا خيارات لا يلومنا عليها أحد
خاص- المساء برس|
بشكل واضح وبعيد عن العناوين التي أعلنت عنها الولايات المتحدة عند تشكيلها تحالفا جديدا مطلع العام الجاري حول أمن البحر الأحمر ومزاعم تهريب الاسلحة لصنعاء من إيران، تؤكد صنعاء أنها هي الشريك الأمثل لدول العالم للحفاظ على الأمن البحري والإقليمي، وبالرغم من تعرضها لاعتداءات متكررة في مياه اليمن الإقليمية، والحصار المطبق من قبل التحالف، منذ ثمان سنوات، لم تستهدف صنعاء أي قطعة بحرية عسكرية أو ضمن قوافل التجارة العالمية سواءا التي تمر من المياه الإقليمية اليمنية، أوعبر مضيق باب المندب، والمياه الإقليمية الدولية، والاستثناء هو ما استهدفته قوات صنعاء من الفرقاطات والناقلات العسكرية الإماراتية والسعودية والسفن التي تنهب نفط وغاز اليمن، ضمن عمليات الردع المشروعة التي تنتهجها صنعاء منذ بداية الحرب.
اليوم كان ثمة توافق زمني بين ما أكد عليه وزير دفاع صنعاء محمد العاطفي، مع إعلان مصر، تولي قواتها البحرية قيادة قوة المهام المشتركة (153)، تحت مزاعم مكافحة أعمال التهريب والتصدي للأنشطة غير المشروعة في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، حيث أكد وزير دفاع صنعاء استعداد قواته لأي خطوات تصعيدية من قبل التحالف فيما يتعلق بالمعركة البحرية التي توليها صنعاء الأولوية، مؤكدا أن اجراءات الردع “تضمن التعامل بقوة وحزم مع أي تطور يمثل تهديدا يمس السيادة الوطنية أو الاقتراب من السيادة البحرية”.
وقال اللواء العاطفي، في كلمة بمناسبة “الذكرى السنوية للشهيد”، إن مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر العربي والامتداد الإقليمي لأرخبيل سقطرى والجزر اليمنية هي أرض يمنية سيادتنا عليها كاملة، كما حذر وزير دفاع صنعاء، من عواقب استمرار الحرب والحصار على اليمن قائلا: “لدينا خيارات لا يلومنا عليها أحد إن لجأنا إليها، لأننا قدمنا كل السبل للوصول إلى نهاية إيجابية، لكن العدو يأبى إلا أن يسير عكس التيار”، مضيفا: “هناك خيارات تأديبية سيتم اتخاذها والاعلان عنها في الوقت المناسب”. وأكد اللواء العاطفي أن صنعاء “ترصد بدقة وباحترافية عسكرية كل المحاولات البائسة في إحداث هزات معنوية ونفسية لقواتنا ونرصد أساليب الحصار الخانق واذا استمر التمادي سيكون لنا حق اختيار الرد المناسب”.
وكانت البحرية الأميركية، قد أعلنت مطلع العام الجاري، عن تأسيس “قوة مهام” جديدة تضم السعودية ومصر والإمارات والأردن، تحت مزاعم الحد من عمليات تهريب الأسلحة الى قوات صنعاء.
ووفقا لمراقبين، يبدوا أن محاولة توريط مصر في مستنقع اليمن، جاء بعد محاولة السيسي النأي بجيشه عن اليمن، لعلمه المطلق بعواقب أي تدخل مصري في اليمن بما لمصر من تجارب سوداوية في تدخلها في اليمن في التاريخ المعاصر، لكن ابتزاز السعودية والإمارات للسيسي جراء الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها نظامه قد تدفع به إلى واجهة الحرب على اليمن، ولو من باب الترضية دون المشاركة الفعلية بارتكاب أي حماقة بحق الشعب اليمني، كأن تحاول البحرية المصرية الدفاع عن سفن النفط الأجنبية التي تنهب نفط وغاز اليمن.
كما أكد المراقبون أن أي تدخل للبحرية المصرية في هذا الإطار سيفشل، وستكون العواقب كارثية، حيث سيغرق السيسي بارجاته الحربية التي دفع المصريون قيمتها من لقمة عيشهم، ولن ينجو من الكارثة الاقتصادية الحتمية التي تنتظره، جراء السياسيات الاقتصادية الفاشلة لنظام السيسي، فضلا عن ردود قاسية من صنعاء قد تصل إلى قناة السويس التي لم تعد بعيدة عن صواريخ صنعاء، وطائراتها المسيرة، التي لن يقتصر ضررها على مصر، وإنما سيعم الضرر جميع دول العالم.