ماذا طُرح من الرياض وواشنطن بشأن قوة صنعاء العسكرية والوجود العسكري الأجنبي؟

خاص – المساء برس|

من ضمن ما كشفه خطاب زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي، الأربعاء، فيما يتعلق بتطورات المباحثات المباشرة وغير المباشرة بين صنعاء والرياض المستمرة منذ الثاني من اكتوبر الماضي رغم انتهاء فترة الهدنة، أن هناك موقفاً سعودياً وأمريكياً وبريطانياً تجاه الجيش اليمني التابع لحكومة صنعاء والذي تم استعراض جزءاً منه في كل من الحديدة وصنعاء.

حيث تكشف كلمة الحوثي بأن التحالف فيما يبدو أبدى موقفاً معارضاً للقوة العسكرية التي أظهرتها صنعاء خلال العروض العسكرية التي جرى تنفيذها في أكثر من منطقة من مناطق سيطرة حكومة صنعاء والتي كان أبرزها عرضي المنطقة العسكرية الخامسة وقوات الدفاع الساحلي والبحرية في الحديدة، والعرض الذي شمل بعض الوحدات الرمزية من كل التشكيلات العسكرية بما فيها الدفاع الجوي وسلاح الجو المسير والأسلحة التكتيكية والاستراتيجية محلية الصنع والقوات البحرية والتي جرى تنفيذ عرضها في ميدان السبعين بصنعاء.

وفيما يبدو أن هذه القوة العسكرية على الرغم من أنها – بحسب تصريح قائد عسكري في صنعاء تمثل فقط 10 بالمائة من حجم القوة العسكرية البشرية والتسليحية لصنعاء – خلقت حالة رعب لدى التحالف السعودي الإماراتي الذي كان يريد من الحرب على اليمن تدمير القدرة العسكرية للجيش اليمني وتفتيت الجيش كلياً تسليحياً وبشرياً وإبقاء اليمن فيما بعد بدون جيش حقيقي وقوي والاكتفاء فقط ببعض الوحدات بأسلحة خفيفة لنشرها في الحدود اليمنية فقط وعلى مستوى الداخل الاكتفاء بالشرطة، لكن وبتلك العروض العسكرية تبين للتحالف أنه وبدلاً من أن تتسبب حربه بالقضاء على الجيش اليمني أصبح هذا الجيش بما حدث فيه من إضافات تسليحية وتطوير في تقنياته القتالية وإمكاناته العسكرية والحربية، يضاف إلى ذلك الإضافة النوعية والأولى من نوعها على مستوى على مستوى تاريخ الجيش اليمني الحديث من قدرته على صناعة وإنتاج الأسلحة الاستراتيجية والتكتيكية، أصبح الجيش اليمني أكثر قوة بأضعاف مضاعفة عما كان عليه الوضع سابقاً قبل الحرب على اليمن.

بناءً على ذلك، يبدو أن من ضمن ما جرى طرحه من قبل التحالف السعودي الإماراتي والسفراء الأمرييكيين والبريطانيين والفرنسيين، أن يتم حل الجيش اليمني أو على الأقل تخليه عن سلاحه الاستراتيجي، في محاولة من التحالف لتكرار نسخة ما صنعه من مليشيات مسلحة في المناطق الخاضعة لسيطرته التي يطلق عليها بالمناطق المحررة وجيش ما يسمى الشرعية الذي أصبح عبارة عن مجاميع من الفصائل العسكرية المفككة والمشتتة والتي يتبع كل فصيل منها طرفاً إقليمياً.

وفي هذا السياق يجدر التذكير بأن من ضمن ما سبق وطرحه التحالف في جولات مفاوضات سابقة منذ بداية الحرب على اليمن، قبول صنعاء بالتخلي عن الجيش والقبول بالاكتفاء فقط بقوات أمنية في المدن وبعض الوحدات العسكرية المسلحة تسليحاً خفيفاً كحراسة للحدود فقط، وهو طرح سبق أن سخرت منه صنعاء لدرجة استفزت السعوديين الذين لم يكونوا يتصورون أن يأتي اليوم الذي يقول لهم فيه طرف يمني كلمة (لا).

ليس ذلك فحسب فبالإضافة إلى رغبة التحالف ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية في إلغاء وجود الجيش اليمني وتجريد اليمن من أي قوة عسكرية، يكشف خطاب الحوثي بأن من ضمن ما طُرح في الأسابيع الماضية على صنعاء، عدم تدخلها في أي وجود عسكري أجنبي في المناطق الجنوبية والشرقية لليمن، وهو ما يعني قبول صنعاء وتسليمها رسمياً بأن تقيم الدول الغربية أي قواعد عسكرية على الأراضي اليمنية، وهو ما يعد القبول به من المستحيلات ولا تقبل صنعاء بهذا الشأن حتى مجرد التفكير فيه.

قد يعجبك ايضا