مقطع فيديو لوالد الطفل ذو الحالة الحرجة من الأطفال الناجين من كارثة جرعة اللوكيميا الملوثة
خاص – المساء برس|
حتى مساء الأمس كان هناك 9 أطفال ممن تلقوا جرعة ملوثة من دواء اللوكيميا (السرطان الذي يصيب الأطفال) كانوا قد نجوا من موت محقق وكان من بين هؤلاء الأطفال طفل واحد كانت حالته حتى مساء الأمس حرجة جداً، وأثناء عقد وزارة الصحة مؤتمراً صحفياً بمستشفى الكويت صباح اليوم كانت المعلومات لدى منظمي المؤتمر بأن حالة الطفل لا تزال حرجة وفقاً لآخر المعلومات الواردة من غرفة العناية المركزة والتي تم إمداد منظمي المؤتمر بها مساء أمس الأحد.
وعقب المؤتمر الصحفي التقى المساء برس في فناء مستشفى الكويت بوالد الطفل ذو الحالة الحرجة وتبين أن طفله فاق من الغيبوبة في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، ما يعني أن النتيجة النهائية لكارثة تلقي الأطفال المصابين باللوكيميا في يومي 25 و26 سبتمبر الماضي والبالغ عددهم 29 طفلاً، هي وفاة 10 أطفال وعدم تعرض 10 آخرين لأي أعراض مرضية كون الجرعة الدوائية التي تلقوها لم تكن من نفس التشغيلة التي تلقاها الأطفال الـ19 الآخرين والذين توفي منهم 10 وحالياً هناك 9 أطفال يتماثلون للشفاء وحالتهم مستقرة بما فيهم الطفل الذي كانت حالته حرجة والذي ظل في غيبوبة لمدة 21 يوماً حتى مساء أمس الأحد.
في الفيديو التالي تصريح من والد الطفل ذو الحالة الحرجة حتى مساء أمس، وحسب ما أفاد به والد الطفل فإن وزارة الصحة استنفرت طواقمها الطبية المعنية بأمراض اللوكيميا في اليوم الثاني من ظهور تداعيات وأعراض الجرعة المسممة من الدواء الذي يأخذه الأطفال على شكل جرعات بمعدل جرعة كل 22 يوماً.
وحسب والد الطفل فإن وزير الصحة طه المتوكل كان بنفسه متواجداً في مركز اللوكيميا في اليوم الثاني لإسعاف الأطفال الـ19، حيث قال إن طفله تلقى الجرعة يوم السبت ويوم الأحد ظهرت الأعراض المرضية نتيجة الجرعة الملوثة وتم إسعاف الطفل للمركز وفي اليوم التالي (الإثنين) كان المتوكل متواجداً بالمركز على رأس الفريق الطبي الذي تم استدعاؤه منذ مساء الليلة التي سبقت تواجد الوزير بمستشفى الثورة.
وحسب الطبيبة المشرفة على تمريض حالات أطفال اللوكيميا فإن الفريق المتواجد بالمركز وبمجرد عودة 3 أسر مع أطفالهم من المتلقين للجرعة في اليوم التالي لحقنهم بعد أن ظهرت عليهم أعراض الالتهاب البكتيري في الدماغ نتيجة الجرعة الملوثة، قام بالاتصال الهاتفي مع كل أهالي الأطفال الآخرين الذين تلقوا نفس الجرعة وطلبوا منهم إحضار أبنائهم بأسرع وقت للمستشفى لإخضاعهم للرعاية المشددة.
وحسب ما جاء في المؤتمر الصحفي فإن الحالات التي توفيت كانت تتدهور حالتهم بشكل سريع رغم خضوعهم للعناية المشددة إذ سرعان ما يصابون بحالات التشنج وفي غضون نصف ساعة فقط يكون الطفل المريض قد فارق الحياة.
وكان أهالي الأطفال المصابين باللوكيميا ممن تلقوا تلك الجرعة الملوثة قد اضطروا للبحث عن العلاج من خارج المركز الوطني للأورام حيث تقدم الوزارة هذه الأدوية للمصابين بالسرطان مجاناً وبسبب استمرار منع التحالف وتعمده عرقلة شحنات الأدوية التي يجب أن تصل إلى صنعاء عبر الطيران نفدت الكمية الموجودة لدى مركز الأورام من ذلك الدواء الأمر الذي دفع بأهالي الأطفال إلى الاضطرار للبحث عن الدواء في الصيدليات الخارجية التي اشتهرت بتوفير مثل هذه الأدوية التي تعتبر من الأدوية النادرة والتي لا يتواجد منها إلا في صيدليات محدودة فقط نظراً لكون الدواء غير مطلوب كون الوزارة تقدمه مجاناً للمرضى.
وحسب تقرير لجنة التحقيقات التي تم تشكيلها في وزارة الصحة والمشكلة من الهيئة العليا للأدوية ووزارة الصحة واللجنة الطبية العليا وجهاز الأمن والمخابرات، وبعد ظهور نتائج الفحوصات المخبرية البكتيرية التي تم إجراؤها على آثار الجرعات المأخوذة من الفيالات الفارغة التي حُقن بها الأطفال والتي استمرت (أي الفحوصات المخبرية الزراعية البكتيرية) 14 يوماً حتى ظهرت نتائج التحقق من حالة تلك الجرعات التي حُقن بها الأطفال وأكدتها التحاليل المخبرية لسائل النخاع الشوكي للأطفال المصابين، تبين تعرضهم للالتهاب السحايا البكتيري الحاد، وتبين أن واحدة من التشغيلات التي كانت تباع في صيدلية في شارع الزبيري والمعروف عنها توفيرها أدوية مرض اللوكيميا كانت تلك التشغيلة لم تخضع لإجراءات الفحص والتحليل من قبل مختبرات الهيئة العليا للأدوية كونها دخلت اليمن عن طريق التهريب فيما التشغيلات الأخرى من الدواء ذاته كانت سليمة وتبين عدم تلوثها بكتيريا كما هو الحال مع تلك التشغيلة.
وقال رئيس الهيئة العليا للأدوية أن المقصود بالتشغيلة في العرف الصيدلاني والطبي، هو كمية الدواء (أي دواء) يتم إنتاجه في اليوم الواحد والذي يتم الختم عليه بأنه أنتج في هذا التاريخ وينتهي في هذا التاريخ، وأن كل هذه الكمية المنتجة في هذا اليوم تسمى تشغيلة ويتم منحها رقماً معيناً وفي اليوم الثاني عندما يتم إنتاج كمية أخرى من الدواء ذاته يتم منح كل الكمية رقم تشغيلة جديد بتاريخ صلاحية وانتهاء جديد.
وعن أسباب تلوث تلك الكمية من الدواء والتي أكدت هيئة الأدوية بأنها لم تدخل عبرها وإنما دخلت عن طريق التهريب، قال رئيس الهيئة إن هناك فريقاً من الخبراء غادر إلى الهند لفحص التشغيلة التي وصلت لليمن عبر التهريب والتحري عما إذا كان التلوث قد حدث في تلك التشغيلة أثناء عملية الإنتاج في المصنع، بالإضافة إلى التأكد عمّا إذا كانت تلك التشغيلة هي فعلاً قد تم إنتاجها عبر الشركة المصنعة للدواء أم أن الدواء مزور أساساً.
وحسب المتحدث بوزارة الصحة الدكتور أنيس الأصبحي فإن الاحتمال الآخر لتلوث تلك التشغيلة قد يكون حدث أثناء نقل تلك الكميات من الهند حتى دخولها اليمن والتي إن لم تنقل بحسب الإجراءات الآمنة ومنها أن يتم نقلها في صناديق لا يصلها الضوء إضافة إلى نقلها في ثلاجات وإبقائها مبردة منذ خروجها من مصنع الإنتاج وحتى بيعها عبر الصيدلية للمستهلك فإنها تتلوث بكتيرياً وتتحول من دواء إلى سم.
وفيما يتعلق بالتهريب قال رئيس الهيئة العليا للأدوية بأن ما يتم تهريبه من أدوية مثل هذه تتم عن طريق ما يسمى بتجار الشنطة الذين يصلون بما يحملونه من أدوية في حقائبهم الشخصية إلى المنافذ الجوية في المحافظات الجنوبية الخاضعة لسيطرة التحالف، مشيراً إلى أن مثل هذه الأدوية هي نادرة الطلب وبالتالي فإن أي شخص يمكن أن يدخلها معه تحت مسمى أنها دواء شخصي كون ما يحملونه معهم من كميات هي بعدد الأصابع وليست كميات تجارية.
فيما يتعلق بكيفية وصول هذه الجرعة إلى الصيدلية، أكدت لجنة التحقيق الطبية بأن ما جمعته من معلومات بالكامل أصبحت بيد النائب العام وأن الشخص الذي قام بتوزيع تلك الجرعة للصيدلية تم ضبطه وأخضع للتحقيق وأدلى باسم الشخص الذي استلم منه تلك الجرعة وأن هذا الأخير حالياً يخضع للتحقيق بجهاز الأمن والمخابرات حتى يخرج التحقيق بمعرفة الطرف أو الجهة التجارية أو الشخصية التي أدخلت تلك الجرعة المهربة إلى مناطق سيطرة حكومة صنعاء.
وقال رئيس الهيئة العليا للأدوية أن الدواء الذي يتلقاه المرضى مسجل لديهم بالهيئة وأنه يعطى للمرضى بشكل طبيعي ولم يسبق أن حدث ووصلت إلى اليمن جرعة ملوثة كون كل الجرعات التي تمنح للمرضى تصرف مجاناً عبر مركز الأورام من الكميات التي تصلها بشكل رسمي وآمن وموثوق وبعد فحص عينات منها للتأكد من سلامتها كما أن ما هو موجود في الصيدليات من جرعات تدخل بشكل سليم وآمن ومرخصة وموثوقة وأن تلك التشغيلة فقط من نفس الدواء التي كشفت الفحوصات المخبرية أنها كانت ملوثة بكتيرياً وأنها لم تدخل عن طريق وزارة الصحة وإنما عبر التهريب وبكميات محدودة جداً نظراً لعدم حاجة المرضى لشرائها إلا في حالات نادرة حين تنفد الكميات الموجودة لدى مركز الأورام المجانية ولهذا فإن تهريبها عبر الأدوات الشخصية لأي مسافر أمر سهل وليس معقداً لأنها ليست كميات تجارية وبالإمكان للبعض إدخالها على أنها أدوية شخصية.
وبما أن الدواء الذي دخلت منه كمية ملوثة هو مسجل لدى الهيئة العليا للأدوية منذ سنوات فذلك يعني أن لهذا الدواء وكيل في اليمن هو من يقوم باستيراده رسمياً، ما يعني أيضاً أن الشركة الدوائية المستوردة تخضع أيضاً للتحقيقات، ويبقى التحقيق النهائي الذي أصبح يشرف عليه النائب العام للجمهورية هو صاحب القول الفصل في الطرف المتورط بهذه الكارثة.
شاهد تفاصيل ما دار داخل قاعة المؤتمر الصحفي الذي عقدته وزارة الصحة صباح اليوم بمستشفى الكويت بشأن كارثة جرعة الدواء الملوث لمرضى اللوكيميا التي دخلت عن طريق التهريب وأدت لوفاة 10 أطفال من مرضى السرطان بينهم حالتين في حضرموت.