تقرير – ظاهرة العنف في تعز تنتشر كالنار في الهشيم
خاص – المساء برس|
منذ بدء سريان الهدنة الأممية وعقب التغير الجيوسياسي الحاصل جنوب اليمن ضمن مخطط إعادة ترتيب أوضاع فصائل التحالف بقطبيه السعودية والإمارات سياسياً وعسكرياً وما تخلله من صراعات دموية على خلفية محاولات دمج التشكيلات العسكرية المختلفة وإعادة الانتشار، عاش سكان مدينة تعز الخاضعة تحت سيطرة فصائل التحالف خلال هذه الفترة ظروفاً أمنية وسياسية واقتصادية صعبة، حيث سادات أعمال العنف فيها بشكل غير مسبوق، حد تعبير ناشطي المحافظة.
وتزايدت حوادث العنف في الآونة الأخيرة حيث تنوعت ما بين انفجارات بواسطة عبوات ناسفة واشتباكات مسلحة وحالات التعدي على الأملاك العامة، والاعتداء على الممتلكات الخاصة وحقوق الآخرين في ظل الانفلاتات الأمنية وغياب الجهات الضبطية.
ووفق مصادر محلية فأن انفجارا وقع بسيارة نوع “جيب” اليوم ناجم عن عبوة ناسفة في وسط المدينة ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين، بالإضافة إلى سماع دوي عدة انفجارات وصفت بالعنيفة هزت مختلف أرجاء المدينة يعتقد بأنها ناتجة عن اشتباكات مسلحة أستخدم فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
إلى جانب ذلك تعرضت مدرسة حكومية في حي الروضة للاقتحام من قبل عناصر مسلحة تنتمي لحزب الإصلاح التابع للتحالف، قبل أن تقوم هذه العناصر بإطلاق النار على سيارة مدير المدرسة سمير العاقل الذي كان قد تعرض من نفس العناصر المسلحة للتهديد بعد أن رفض تسجيل أحدها.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يوثق إقدام شخص على تفجير محل مصرفي باستخدام قنبلة يدوية نتيجة خلاف نشب بينه وبين أحد موظفي المصرف.
وهذا قد ارتفع معدل الجريمة والسرقة والقتل وعمليات السطو المسلح في المدينة في الوقت الذي تصاعدت فيه التحركات المشبوهة للفصائل العسكرية التابعة للتحالف.
وأفادت مصادر مطلعة بأن الإصلاح شكل مؤخرا فصيل عسكري خاض تدريباً خاصاً في إطار المواجهة مع فصيل الإمارات الذي يقوده طارق صالح، لافتة إلى أن حزب الإصلاح يحاول درء مخطط اجتثاثه من آخر معاقله شمالاً على غرار ما حدث في محافظات جنوب وشرق البلاد، وسط مخاوف لدى السكان من احتمال انفجار معارك جديدة في المدينة بسبب الانقسامات الحاصلة بين فصائل التحالف وانتشار الجماعات الإرهابية هناك.
ورصد “المساء برس” شكاوى من مواطنين يقطنون في مدينة تعز على منصات التواصل الاجتماعي من الانفلات الأمني والانتشار المخيف والغير مسبوق للجماعات المسلحة، ومن عمليات وصفوها بالإرهابية تسببت بإقلاق السكينة العامة وزعزعة الأمن والاستقرار في المدينة.
ويذكر بأن المدينة تعيش كغيرها من المدن الواقعة في نطاق سيطرة التحالف السعودي – الإماراتي في فوضى أمنية إذ كرست مسلسل العنف وسفك الدماء في تلك المدن على مدى سنوات الحرب في اليمن.