الإصلاح يستغل فشل تمديد الهدنة للعودة لمناطق جغرافية خسرها سابقاً وباتت بيد الإمارات
خاص – المساء برس|
مع فشل المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبيرغ في انتزاع موافقات صريحة وبضمانات مؤكدة من التحالف لتنفيذ شروط صنعاء المطروحة مسبقاً مقابل تمديد الهدنة، يحاول الإصلاح الذي يتعرض للإقصاء والإزاحة من المشهد السياسي والعسكري تدريجياً في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن إلى اللعب على ورقة الحرب والمواجهات مع قوات الجيش اليمني التابعة لحكومة صنعاء كمبرر أمام التحالف لمنع الأخير من استمرار خططه المتفق عليها مسبقاً بين الرياض وأبوظبي بشأن إزاحته من المشهد جنوباً وشرقاً، أي ان الحزب يرى في عودة الحرب إنقاذاً له من مخطط تصفيته وإزاحته من المشهد لصالح تمكين القوى الجديدة الصاعدة للسلطة والتي كانت إلى وقت قريب في وسائل إعلام حكومة التحالف الرسمية عبارة عن مليشيات غير نظامية.
وستسمح عودة الحرب على مستوى الجبهات العسكرية في الداخل اليمني بعودة الإصلاح للملمة قواته وحشدها وتسليحها بغطاء مواجهة قوات صنعاء لكن ذلك لا يمنع في ان يستغل الحزب هذه العودة لاستعادة المناطق التي خسرها في شبوة.
في هذا السياق أكدت مصادر قبلية إن مجاميع من قوات الأمن الخاصة التابعة للإصلاح والتي يقودها عبدربه لعكب بدأت بإرسال قواتها إلى أطراف مديرية عسيلان شمال شبوة، حيث قدمت هذه القوات من مديرة مأرب التي كانت قد هربت إليها في معارك شبوة التي تدخل فيها التحالف بقصف قوات الإصلاح (قوات ما تسمى الشرعية سابقاً) بالطيران، الأمر الذي سهّل على القوات الموالية لأبوظبي السيطرة على مدينة عتق واجزاء واسعة من شبوة.
ومن مظاهر التواجد العسكري المستحدث للإصلاح هناك، أكدت المصادر قيامها بنصب نقاط تفتيش قرب المنافذ الغربية الشمالية لعسيلان التي تحتوي على أكبر حقول النفط في شبوة، والتي بسببها تشهد المنطقة صراعات بين الفصائل المدعومة إماراتياً للسيطرة عليها.
وفي هذا السياق أيضاً ذهبت تحليلات إلى القول بان تعزيزات الإصلاح التي بدأت بالتمركز في أطراف عسيلان تأتي ضمن أحد احتمالين اثنين، الأول تمهيداً للهجوم على حقول النفط والآبار شمال شبوة خاصة مع وجود خلافات تعصف بالفصائل الإماراتية التي دفعت بها أبوظبي للسيطرة على هذه المناطق، والثاني ان هذه الخطوة تأتي كإجراء استباقي عسكري لقطع الطريق على قوات ما يسمى محور سبأ التي أنشأتها الإمارات وبدأت تجنيدها في مدينة عتق على أساس أن يتم إرسالها للقتال في مأرب ومواجهة قوات صنعاء، فيما الهدف الرئيسي من هذه القوات هو إخضاع مدينة مأرب وباقي مناطق سيطرة الإصلاح بهذه المحافظة لسيطرتها وإخراج قوات الإصلاح، مع احتمال ان تكون هذه الترتيبات قد تم الاتفاق عليها إماراتياً مع محافظ مأرب سلطان العرادة.