سكان مذبح بصنعاء يبحثون عن أمين العاصمة.. نحو 4 آلاف نسمة بدون ماء بسبب الطريق
خاص – المساء برس|
يعاني قرابة الأربعة آلاف نسمة من سكان اثنين من أحياء منطقة مذبح المكتظة بالسكان من انعدام الماء لديهم بسبب عدم قدرة وايتات الماء من الوصول إليهم بعد تهدم الطريق الترابية التي كانت تمر منها سيارات المواطنين ووسائل نقل احتياجاتهم كالماء الذي يرفض مالكوا وايتات الماء إيصاله إليهم بسبب تضرر الطريق بفعل السيول في فترة الأمطار والتي لم يلتفت إليها مسؤولوا أمانة العاصمة رغم استعداد المواطنين المساهمة مع الدولة ومساندتها وتقليل تكاليف تعبيد الطريق ورصفها حجرياً على غرار ما فعله مواطنون في مناطق ريف ذمار وريمة.
اليوم الجمعة وعقب الصلاة ناشد مواطنون من له القدرة على الوصول إلى أمين العاصمة حمود عباد أن يوصل إليه معاناة أبناء حيي الجعراء والغفران بمذبح والتي يسكنها ما بين 3- 4 آلاف نسمة حسب تقديرات شخصيات اعتبارية في هذه المنطقة، وذلك بخصوص تهدم الطريق بفعل السيول واستمرار تضررها يوماً بعد آخر حتى وصل الحال بهم لعدم القدرة على شراء الماء بسبب رفض وايتات الماء الصعود بشاحناتهم إلى هذه الأحياء لوعورة الطريق وتلفها خاصة بعد تجمع كتل كبيرة من الصخور بطول الطريق المنحدرة من أعلى منطقة مذبح مروراً بالجعراء والغفران وحتى شارع الأربعين وشارع عشرة.
يرفض أصحاب وايتات الماء نقله لتلك المناطق بسبب تضرر إطارات الوايتات وتلفها سريعاً وهو ما يكبدهم خسائر كبيرة، وعلى الرغم من أن بعض المواطنين مستعد لدفع قيمة الوايت الماء ضعف سعره الحقيقي مقابل قبول صاحب الوايت إيصال الماء لمنزله إلا أن جميع أصحاب الوايتات يرفضون بسبب الطريق وحالياً أصبحت الطريق غير صالحة لمرور كافة السيارات بعد أن كانت فقط لا تصلح إلا لمرور سيارات الدفع الرباعي.
وأظهرت صور حصل عليها المساء برس حجم الدمار والأضرار في الطريق الممتدة من أسفل مبنى الصم والبكم وحتى نهاية أحياء الجعراء والغفران وهي طريق صعودية وفيها انحدارات كبيرة ومع تضرر الطريق وامتلائها بالصخور المنهارة من مرتفعات مذبح والتي نزلت مع سيول الأمطار واستقرت بطول الطريق أصبح الوضع مستحيلاً بالنسبة للسكان المالكين لوسائل نقل أن يصلوا بسياراتهم إلى منازلهم.
ويؤكد سكان المنطقة أن مسؤولي أمانة العاصمة سبق أن أكدوا لهم من قبل بأن خطة رصف أحياء الجعراء والغفران مع ميزانيتها موجودة منذ العام 2017 إلا أنه وحتى اليوم لم يتم تنفيذ أي شيء بسبب وجود أرضية عبارة عن مستنقع تم حفرها سابقاً حيث تمر الطريق من فوق هذه الأرضية ما يجعل من رصف الطريق غير مجدٍ في حال لم يتم بناء جدار يحمي الطريق من الانهيار في وقت لاحق بعد رصفها، مع ذلك لا تبدو أن هذه المشكلة هي معضلة حقيقية لعدم تنفيذ مشروع رصف طريق الجعراء والغفران التي يوجد فيها أيضاً مبنى الصم والبكم.
وهناك العديد من المشاريع الخدمية التي تعثرت ولم يتم استكمالها بسبب انعدام التمويل اللازم بفعل الحصار الذي فرضه التحالف السعودي ضد اليمن، إلا أن العديد من أبناء اليمن في مناطق حكومة صنعاء عملوا على إيجاد الحلول البديلة من خلال العمل بآلية التعاونيات التي عمل بها الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي سبعينيات القرن الماضي والتي أتت مفعولها سريعاً وقد أقيمت مشاريع وتم تنفيذها بالكامل في العديد من المناطق الريفي مثل محافظتي ذمار وريمة من خلال التعاون بين المواطنين من جهة والدولة بما لديها من معدات وإمكانيات متاحة من جهة وتم إنجاز مئات المشاريع بمثل هذه الطريق.
واللافت في أبناء حيي الجعراء والغفران بمذبح أنهم على استعداد للمشاركة والمساهمة في تشييد الطريق وينتظرون دور أمانة العاصمة والتي لم يعد من مهامها سوى القليل فقط مثل الإشراف والتخطيط وتوفير المعدات اللازمة والمواد، وهو ما يجعل أمانة العاصمة في موقف محرج في حال استمرت بتجاهلها هذا التفاعل اللافت والاستعداد المجتمعي للتعاون مع الدولة لإقامة مشروع خدمي يفترض أن تتكفل به الدولة وليس المواطن ومع ذلك فإن المواطنون يستشعرون مسؤوليتهم تجاه بلدهم الذي يواجه الحرب والحصار ويفترض بهذا التفاعل أن يلقى تفاعلاً مماثلاً وتجاوباً من قبل أمين العاصمة.